في ذكرى ميلاده.. هل توقفت هوليود عن التفكير في فيلم عن جلال الدين الرومي
أميرة جادو
كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في عام 2016، عن اتفاق الكاتب ديفيد فرانزوني، كاتب سيناريو فيلم “المصارع” (Gladiator)، مع المنتج ستيفن جويل براون لإنتاج فيلم يتناول حياة الشاعر والمتصوف جلال الدين الرومي. ومن أبرز الأخبار التي أعلنت حينها، كان ترشيح الممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو لتجسيد شخصية الرومي. ولكن، ورغم التحمّس الأولي للفكرة، توقّف المشروع ولم يتم تنفيذه.
من هو جلال الدين الرومي؟
تمر اليوم ذكرة ميلاد جلال الدين الرومي وهو ليس مجرد شاعر عادي، بل هو عالم وفقيه حنفي درس علوم الفقه والخلاف، ثم تحول إلى التصوف وابتعد عن الدنيا كما يذكر مؤرخو العرب. بالنسبة للبعض، يعرف بأنه صاحب المثنوي الشهير بالفارسية، وهو أيضًا مؤسس الطريقة المولوية المنسوبة إليه. تعتبر أعماله وتأثيره ممتدًا في الثقافة الغربية بشكل كبير، وله صدى واسع بين الأوساط الشعبية والفنية. كما أن أثره واضح في العالم الإسلامي، لا سيما في العالم العربي.
انتقادات لاختيار ليوناردو دي كابريو
الجدير بالإشارة أنه عند الإعلان عن المشروع السينمائي، كان اختيار ليوناردو دي كابريو لتجسيد شخصية الرومي مفاجئاً ومثيراً للجدل. على الرغم من أن دي كابريو لم يؤكد أو ينفي مشاركته في الفيلم، إلا أن الأخبار المتداولة حوله أشعلت حفيظة الكثيرين في العالم الإسلامي، مما أدى إلى احتجاجات واسعة النطاق، ومن ثم توقف العمل على المشروع.
جدل على وسائل التواصل الاجتماعي
بعد انتشار خبر ترشيح دي كابريو، قام الرسام الإيراني شهاب جعفر نجاد برسم تخطيط يظهر الممثل الأمريكي بعيونه الزرقاء مرتديًا عمامة الرومي وجلبابه. هذا الرسم انتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما اشتعلت الانتقادات. وفقاً لتقرير نشرته “دوتشيه فيليه” الألمانية، بدأت مجموعة من المعارضين بجمع التواقيع على عريضة ترفض اختيار دي كابريو لتجسيد الرومي، مبررين اعتراضهم بأن الاختيار يناقض الصورة المتوقعة لشخصية إسلامية بهذا الحجم.
رفض اختيار ممثل أبيض لشخصية إسلامية
وقد نالت العريضة التي أطلقتها مجموعة من الناشطين حتى 30 يونيو 2016، على حوالي 10,800 توقيع، وتضمنت نصوصًا تهاجم ما اعتبروه محاولة لإعادة كتابة التاريخ. وجاء في نص العريضة: “الممثلون المسلمون يتم حصرهم سريعًا في أدوار الإرهابيين، ولكن عندما يأتي مشروع سينمائي لتقديم شخصية مسلمة بإيجابية، يتم اختيار ممثل أبيض ليؤدي الدور”. طالبت العريضة الكاتب ديفيد فرانزوني والمنتج ستيفن جويل براون بالبحث عن ممثل من أصول شرق أوسطية لأداء الدور، وذلك لتغيير الصورة النمطية السائدة في هوليوود حول الشخصيات الإسلامية.
بين مؤيد ومعارض
والجدير بالذكر أنه على الرغم من الانتقادات، رأى البعض أن مسعى فرانزوني كان بهدف رسم صورة “مخالفة للنمط التقليدي الذي اعتاده المشاهدون من السينما الغربية حول الشخصيات الإسلامية”. ولكن، كان لردود الفعل الرافضة الدور الأكبر في توقف المشروع وعدم تحويله إلى عمل سينمائي يعرض على شاشات السينما.
بذلك، تبقى سيرة جلال الدين الرومي حبيسة الكتب والقصائد، دون أن تجسّد على الشاشة الكبيرة، بانتظار مشروع سينمائي قد ينصف هذه الشخصية الفريدة يومًا ما.