روزماري سعيد زهلان: رحلة مؤرخة فلسطينية أمريكية ودورها في دعم القضية الفلسطينية
روزماري سعيد زهلان، المؤرخة الفلسطينية الأمريكية المتخصصة في شؤون الخليج العربي، وُلدت في 20 أغسطس 1937 وتوفيت في 10 مايو 2006. تعتبر روزماري واحدة من أبرز الشخصيات الفكرية في مجال الدراسات الخليجية، وكان لها تأثير واضح في هذا المجال. هي شقيقة الكاتب والناقد الأكاديمي إدوارد سعيد، مما يعكس التراث العائلي الغني بالتأثير الثقافي والفكري.
من هي روزماري
ولدت روزماري في القاهرة لعائلة فلسطينية مسيحية ذات أصول بارزة، حيث كان والدها، وديع سعيد، رجل أعمال فلسطيني ناجح وأصبح فيما بعد مواطناً أمريكياً. أما والدتها فكانت فلسطينية لبنانية من الناصرة. كانت روزماري الأكبر بين أربعة أشقاء، ونشأت في بيئة ثقافية وفكرية مميزة ساهمت في تكوين شخصيتها الفكرية.
رغم أن روزماري حصلت على شهادة في علم الموسيقى، إلا أن حادث سير مأساوي أوقف مسيرتها الموسيقية، حيث تعرضت لإصابة خطيرة في فقرات يديها. بعد هذا الحادث، تحولت اهتماماتها نحو مجال البحث الأكاديمي والتاريخي. وقد عملت كأستاذة محاضرة في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث بدأت رحلة أكاديمية جديدة تتعلق بدراسة تاريخ الخليج العربي والمنطقة.
قررت روزماري الانتقال إلى لندن للحصول على شهادة الدكتوراه في تاريخ المنطقة، وهو ما عزز من مكانتها كمرجع في هذا المجال. على الصعيد الشخصي، تزوجت من أستاذ الفيزياء الفلسطيني طوني زهلان، وقد شاركا معاً في العديد من المشاريع الإنسانية والثقافية، بما في ذلك مشروع مكتبة غزة الذي يهدف إلى توفير الكتب والمواد الثقافية لفلسطين.
كان لروزماري العديد من المساهمات الهامة في القضية الفلسطينية، حيث نشرت مقالات في صحف عالمية مثل “فاينانشال تايمز” ومجلات دولية أخرى، مما ساهم في تسليط الضوء على القضايا الإقليمية وتحديات الشعب الفلسطيني. كما كانت داعمة نشطة للنضال الفلسطيني عبر مشاركتها في مبادرات تهدف لتعزيز الوعي حول القضايا الفلسطينية.
رحلت روزماري عن العالم في عام 2006، لكنها تركت إرثاً ثقافياً وفكرياً عميقاً، خاصة فيما يتعلق بدراسات الخليج والنشاطات الداعمة للقضية الفلسطينية. كانت حياتها مليئة بالإنجازات الأكاديمية والإنسانية التي أثرت في فهم المنطقة وقضاياها.