حوارات و تقارير

اللواء محمد الشهاوي في حوار لـ «صوت القبائل»: جميع السيناريوهات مفتوحة للتعامل مع أزمة سد النهضة|حوار|

مياه النيل خط أحمر.. ولا تنازل عن نقطة مياه واحدة

كشف اللواء أركان حرب محمد عبد الله الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، ورئيس أركان إدارة الحرب الكيميائية الأسبق، أن مصر تعزز قدراتها العسكرية لحماية الأمن القومي المصري والعربي، وأن مياه النيل هي قضية حياة ووجود وخط أحمر، بالإضافة إلى أن كل السيناريوهات مفتوحة في أزمة سد النهضة، وسيناريو استخدام القوة العسكرية ممكن، ولكن أفضل السيناريوهات هو التفاوض.

 

وأضاف اللواء محمد الشهاوي، في حوار شامل لـ «صوت القبائل» أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حقق في خلال سبع سنوات العديد من الإنجازات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية، وفي اتجاه تعزيز القدرة العسكرية واستعادة مصر مكانتها وريادتها ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن أيضًا على المستوى الدولي، لافتًا إلى أن قواتنا المسلحة والشرطة المدنية استطاعت أن تقضي على الكتلة الصلبة للإرهابيين وتدمير بنيتهم الأساسية، وبفضلهم تنعم مصر بالأمان والرخاء.. وإلى نص الحوار..

 

*ما رأيكم في المناورات المصرية السودانية؟

التدريب المشترك المصري السوداني “حماة النيل – 1” يؤكد أن نهر النيل يربط بين البلدين، وأن حماية النيل واجب قومي، وأن قضية المياه هي قضية حياة ووجود، لذا لأول مرة منذ حرب الخليج تخرج بعثات كبيرة من القوات المسلحة من جميع الأفرع الرئيسية تضم “القوات البرية والبحرية والدفاع الجوي والقوات الخاصة” إلى السودان لكي تجرى تلك المناورات، ويهدف ذلك إلى تبادل الخبرات وصقل المهارات وتوحيد العقائد القتالية والعملياتية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون العسكري.

 

*ما سبب اشتراك مصر في التدريبات العسكرية المشتركة مع دول العالم؟

مصر تعزز قدراتها العسكرية لحماية الأمن القومي المصري، وحماية الأمن القومي العربي، وبالتالي تهتم الدول ذات الثقل العسكري بتنفيذ تدريبات مشتركة مع مصر للاستفادة من خبراتها القتالية في الحروب التقليدية وفي حروب مجابهة الإرهاب، فهناك تدريب مشترك مع الولايات المتحدة “النجم الساطع، وتحية النسور، واستجابة النسر”، والتدريب المشترك مع روسيا “نسر الصداقة”، ومع اليونان “ميدوزا”.

وهناك تدريب مشترك أيضًا مع باكستان “حماة السماء” الذي يُنفذ قبل أيام مع قوات الدفاع الجوي المصرية، وتدريب مشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة “زايد-3” وكانت القوات الخاصة المصرية متواجدة في دولة الإمارات، والتدريب المشترك مع فرنسا يسمى “كليوباترا”، وآخر يسمى “رمسيس”، وأيضًا “أحمس”، مما يؤكد أن الدول الأوروبية تتخذ من الحضارة المصرية نقطة ارتكاز وقوة حيث تأخذ الأسماء من الحضارة الفرعونية القديمة، وهذا التدريب المشترك يساعد على رفع الكفاءة القتالية والاستعداد القتالي.

 

*ما طبيعة العلاقات المصرية السودانية؟

تتمتع العلاقات المصرية السودانية بالترابط والتآخي، حيث تم اتفاق عسكري بين القوات المسلحة المصرية والقوات المسلحة السودانية، وكانت هناك 7 اجتماعات لتعزيز هذا التعاون العسكري برئاسة رؤساء أركان حرب القوات المسلحة لكلٍ من مصر والسودان، وتظهر محاور الاتفاق في تأمين الحدود وفي التأهيل والتدريب للضباط وضباط الصف في التدريبات المشتركة، كما حدث في حماية النيل -1ونسور النيل 1 و2 للقوات الجوية في كلا الدولتين.

 

*ما الإنجازات التي تحققت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟

تحقق في خلال 7 سنوات العديد من الإنجازات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية وفي اتجاه تعزيز القدرة العسكرية واستعادة مصر مكانتها وريادتها ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن أيضًا على المستوى الدولي، وهناك سياسة تسعى فيها كل الدول للأخذ برأي مصر في كيفية حل الأزمات والقضايا في منطقة الشرق الأوسط مثل سوريا وليبيا واليمن، وأيضًا هناك ثوابت للسياسة الخارجية المصرية في أنها تقوم بالحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية وحماية الجيوش الوطنية وتعزز مفردات التنمية في هذه الدول.

 

في المجال الاقتصادي، تحول الاقتصاد المصري من الانهيار إلى الإنجاز، واستطاعت مصر أن تنشئ مشروعات تنموية عملاقة في كل ربوع الوطن تصل إلى 31 ألف مشروع تكلفته 5.8 تريليون جنيه، ومن الأماكن التي اهتم الرئيس بتنميتها : شمال سيناء، تلك البقعة الغالية على قلب ووجدان كل مصري، لأن هذه البقعة صاغتها الجغرافيا وسجلها التاريخ وسطرتها سواعد أبنائها ودماء شهدائها، حيث تم تنفيذ 312 مشروعا بتكلفة 195 مليار جنيه في مجال الطرق والإنشاءات، وفي مجال التعليم والمستشفيات وفي الاستصلاح الزراعي.

وأيضًا جرى الاهتمام بالثروة المعدنية وإنشاء مجمعات لتصنيع الرخام والجرانيت بإضافة القيمة المضافة، ومشاريع للأسمنت والرمل الزجاجي في تلك المنطقة المهمة.

 

وفي مجال القضاء على العشوائيات، تم القضاء على 350 منطقة عشوائية وانتقل أفرادها ومواطنوها إلى أماكن حيوية ومناطق حضرية بها مدارس ومراكز للشباب وأيضا مستشفيات، كل ذلك لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.

 

وفي مشروع تطوير الريف المصري، تم وضع خطة لتطوير ما يزيد على 4500 قرية مصرية و 30,000 تابع وعزبة، كلّفت الدولة أكثر من 600 مليار جنيه، لكي ننهض بـ 58 مليون مصري يقطنون ويعملون بالريف المصري.

 

أما في مجال الطرق، فقد افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من الطرق الجديدة والمحاور المرورية في مصر والتي كانت بطول 7000 كيلو متر، كلفت الدولة 195 مليار جنيه.

وفي مجال الكهرباء، شهدت مصر قفزة كبيرة، فبعد أن كان قبل 2013 هناك انقطاع للكهرباء لفترات طويلة، الآن أصبح هناك فائض يُصدّر إلى دول مثل ليبيا والأردن والسعودية بل وجنوبًا إلى السودان.

 

وشهدت مصر نهضة اقتصادية من خلال تنفيذ 20 مدينة جديدة من مدن الجيل الرابع، و6 مدن صناعية مثل مدينة الأثاث بدمياط، مدينة الجلود والمنسوجات بالروبيكي، مدينة البلاستيك بالإسكندرية، ومن خلال ذلك استطعنا أن نتيح فرص عمل للشباب، هذا بالإضافة إلى إنشاء قناة السويس الجديدة والمنطقة الاقتصادية الحرة لقناه السويس، وإنشاء أنفاق أسفل القناة لتقليل زمن الرحلة من الشاطئ الغربي للشاطئ الشرقي إلى 20 دقيقة بعد أن كانت ساعات.

ومن الناحية العسكرية، أصبح الجيش المصري في المركز التاسع على مستوى العالم، بسبب قدراته العسكرية وفقًا لتقرير جلوبال فاير باور، وأيضًا القوات البحرية في المركز السادس على مستوى العالم، أما المفاجأة في أن قوات المدرعة هي القوة المدرعة رقم 3 على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا.

 

ثم بدأ الاتجاه إلى إنشاء قواعد عسكرية بدلاً من معسكرات التدريب في الاتجاهات العسكرية المختلفة في الاتجاهين الشرقي والغربي، وهناك قاعدة محمد نجيب العسكرية، وقاعدة برنيس العسكرية، كل ذلك لتحقيق الأمن في كل الاتجاهات والقضاء على الإرهاب.

خلال الفترات من عام 2014 حتى 2016 كانت هناك 1329 عملية إرهابية، أما الآن في 2019 و2020 وحتى هذه اللحظة لا توجد عمليات إرهابية وتقلّصت إلى حد كبير، لأن قواتنا المسلحة والشرطة المدنية استطاعت أن تقضي على الكتلة الصلبة للإرهابيين وتدمير بنيتهم الأساسية، وبفضلهم تنعم مصر بالأمان والرخاء، وأيضًا بفضل تضافر جهود الشعب العظيم، ولأن الشعب المصري يملك الإرادة الوطنية فهو يلتف دائمًا حول الجيش نتيجة للثقة المطلقة في القوات المسلحة.

 

*كيف أدار المشير طنطاوي الفترة الانتقالية بعد ثورة 25 يناير؟

المشير طنطاوي أدار هذه الفترة بكل حنكة واحترافية، لأن الكل كان ينتظر أن تحدث حرب أهلية بين فئات المجتمع، ولكن استطاعت القوات المسلحة أن تلتزم الصمت على أي إساءات وقامت بإصدار قرارات مشددة بعدم خروج أي طلقة، الجيش تعامل في هذه المرحلة باحترافية وكان للشعب المصري رأي آخر في 30 يونيو، حيث كان شهر النكسة والهزيمة للإخوان، وأصبح 30 يونيو ثورة أجهضت مخطط تفتيت الدول وتدمير الجيوش، وكل ذلك بفضل الشعب المصري وثقته في القيادة العسكرية، والتفافه حول الجيش الذي من خلاله استطاع القضاء على جماعه الإخوان الإرهابية.

 

*ما الدور الذي يلعبه الشعب المصري تجاه القادة؟

الشعب المصري يملك الإرادة الوطنية، أي يملك قراره، ودائمًا يساند قيادته العسكرية وله مواقف واضحة، ففي حرب 67 كانت هناك هزيمة عسكرية للقوات المسلحة والبلد بأكملها، بعدها بأيام قام الزعيم جمال عبد الناصر بالتنحي وترك المسؤولية، لكن الشعب المصري كان له رأي آخر فقد تمسك به وأعلن ثقته الكاملة فيه ورفض التنحي، وهو ما جعل الرئيس جمال عبد الناصر يقوم بحرب الاستنزاف التي حققت نتائج مثل معركة رأس العش، وأيضًا تدمير إيلات، حتى تم نصر أكتوبر بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات، فالإرادة الوطنية للشعب المصري جعلت الولايات المتحدة تضيفها ضمن قوة الدولة الشاملة بجانب القوة السياسية والاقتصادية والعلمية والعسكرية.

 

الشعب المصري تحمّل وبني قواته المسلحة وعاني كثيرًا من آلام الفقد والتهجير من محافظات القناة في حرب 67 ورجع لها منتصرًا في 73، وأيضًا شارك في حفر قناة السويس مليون مواطن مصري، ما يعادل ربع سكان مصر في هذا الوقت، مات منهم 100 ألف مواطن.

 

*حدثنا عن تحركات مصر تجاه سد النهضة والتوقعات المستقبلية لحل الأزمة؟

مياه النيل هي قضية حياة ووجود وخط أحمر، بالإضافة إلى أن كل السيناريوهات مفتوحة، واستخدام القوة العسكرية ممكن، ولكن أفضل السيناريوهات هو التفاوض، وهذا ما تقوم به مصر والسودان الآن بوساطة من الاتحاد الأفريقي، وأيضًا من الاتحاد الأوروبي ومن الولايات المتحدة حتى يمكن الضغط على إثيوبيا حتى تلتزم باتفاق ملزم وقانوني بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي لم ولن تستطيع أي دولة أن تنقص نقطة مياه من حصة مصر، وأن كل السناريوهات مفتوحة، لكن مصر تفضّل الحل السلمي لأن مصر ليست دولة غازية أو معتدية على الرغم أن جيشها التاسع على المستوى العالم ولكنها تحمي أمنها القومي داخل أو خارج البلاد.

مصر دائما تحمي مصالحها الاقتصادية كما في حقل ظهر الذي يبعد مسافة 200 كيلو متر من بورسعيد، لذا توجد حاملة الطائرات جمال عبد الناصر في البحر المتوسط وأيضًا حاملة الطائرات أنور السادات في مضيق باب المندب.

 

وفي مياه النيل هناك عدة قواعد عسكرية موجودة مثل قاعدة برنيس، وهناك تدريبات مشتركة وزيارات سياسية لجيبوتي وكينيا ورواندا والسودان، وصفقات عسكرية مع تلك الدول التي تقوم بالضغط على إثيوبيا حتى لا نلجأ للخيار الأخير وهو الحرب، لأنها لن تطول إثيوبيا فقط ولكن سوف تطول كل دول حوض النيل والتي ترتبط مع مصر بعلاقات مميزة، فيما عدا إثيوبيا التي تريد أن تحول نهر النيل إلى نهر إثيوبي وليس نهرا دوليا، ودائمًا ما تقوم بالمماطلة والاستفزاز والمراوغة وترويج أنها ستبني العديد من السدود، وأنها ستقوم بحراسة السد بالأسلحة والمنظومات القتالية، كل ذلك موجه للشعب الأثيوبي الذي يعاني معاناة اقتصادية كبيرة، وأيضًا من حرب أهلية، ولكن نأمل خلال الفترة القادمة أن يكون هناك حل لتلك الأزمة.

 

*ما دور مصر في الدائرة الإفريقية؟

تقوم مصر بدور قيادي وجهد كبير، حيث كانت رئيس الاتحاد الإفريقي عام 2019، ونجحت في إنشاء سوق مشترك بالرغم من أن هناك 54 دولة في أفريقيا تتحدث 2800 لغة، ولكن مع ذلك اتفقوا وأنشأوا منطقة تجارة حرة مشتركة بقيادة مصر، وسعت مصر دائماً لتحقيق الأمن والاستقرار من خلال مبادرة إسكات البنادق، ودائمًا تنادي في المحافل الدولية بالاستثمار وتحقيق الرخاء والازدهار في الدول الإفريقية بدلا من أن تكون سوقا للمنتجات الأوروبية أو تكون بؤرة للهجرة غير الشرعية للدول الأوروبية، أو يكون هناك فقر ومرض، فهي تحاول أن تحول المنطقة إلى منطقة جذب واستثمار داخل الدول الإفريقية، وزيادة القيمة المضافة للموارد الاقتصادية الكبيرة والمواد الخام الموجودة في إفريقيا.

 

*في النهاية.. حدثنا عن الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية؟

تتبنى مصر القضية الفلسطينية، وتعتبرها قضية مصر الأولى، فهي دائمًا تؤكد على أحقية الشعب الفلسطيني في دولته فلسطين والتي تكون عاصمتها القدس، وقدمت مصر الكثير من التضحيات لصالح القضية الفلسطينية، يكفي أنها قدمت 100 ألف شهيد على مدار حروب 48،56، و67 و73، ولنا شهداء على أرض فلسطين مثل الشهيد المقدم أحمد عبد العزيز الذي استشهد في سبيل الدفاع عن أرض فلسطين، ولعبت مصر في الأحداث الأخيرة التي اندلعت دورا رياديا، حيث سعت للتهدئة ووقف إطلاق النار، وقامت بإرسال وفود أمنية إلى تل أبيب وإلى قطاع غزة لكي يتم تثبيت ركائز إيقاف إطلاق النار، ونجحت في ذلك وتبنت أيضًا إعادة إعمار غزة، وأصبحت صورة الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل شوارع غزة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى