حوارات و تقارير

“لفيف”.. المدينة التاريخية التي تسعى روسيا للاستيلاء عليها

أسماء صبحي
 
يستمر الغزو الروسية لأوكرانيا يخيم بظلاله على القارة الأوروبية، ساحبا منها أمنها واستقرارها، وفي ظل تقدم القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية واقترابها من العاصمة كييف، تسيطر على شعوب العالم فكرة واحدة ألا وهي احتمالية وقوع الحرب العالمية الثالثة التي ستنهي على نصف كوكب الأرض، خاصة مع التطور الهائل للقدرات العسكرية للدول الغربية وروسيا صاحبة الحرب والصين التي تنظر وتراقب المشهد من بعيد.
 
ومع حلول اليوم السابع من بدء شرارة الحرب، تمكنت القوات الروسية من التقدم نحو العاصمة الأوكرانية كييف ومحاصرتها استعدادًا لدخولها، وسط ارتفاع أصوات الإدانات الغربية لروسيا والرئيس فلاديمير بوتين، في حين بدأت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول الاتحاد الأوروبي التنفيذ الفعلي لعقوباتهم الاقتصادية التي فرضوها على الجانب الروسي اعتراضًا منهم على غزو أوكرانيا.
 
وتستمر القوات الروسية في قصف المدن الأوكرانية والأماكن والتجمعات العسكرية للجيش الأوكراني، وت زحفها نلصاوحو المدن والكبرى للاستيلاء عليها، ومن بين هذه المدن مدينة “لفيف” التي تقع في غرب الأراضي الأوكرانية، حيث قام الجيش الروسي بعملية إنزال للجنود من الطائرات بالمدينة في محاولة للسيطرة عليها، ونستعرض في المقال التالي أهم المعلومات عن مدينة لفيف الأوكرانية..
 

مدينة تاريخية

لفيف هي مدينة تاريخية ومركزاً ثقافيا واقتصادياً هاماً للبلاد ولأوروبا الشرقية، وتقع غرب أوكرانيا وعاصمتها أوبلاست، ويصل عدد سكانها إلى حوالي 721,510 نسمة منهم 88% أوكرانيون و9% روس و1% بولونيون والباقي أقليات.
 
ويوجد في المدينة العديد من الجامعات الحكومية والخاصة أشهرها جامعة لفيف، وتشتهر بالأوركسترا الوطنية والمسرح الوطني للأوبرا والباليه، ويقع مركز المدينة التاريخي تحت حماية اليونسكو، وهي العاصمة الثقافية لأوكرانيا منذ عام (2009).
 

تاريخ المدينة

يعود تاريخ هذه المدينة إلى عام 1200 م، في فترة الإمبراطورية الأوكرانية- الروسية حيث أنشأها الأمير دانييلو وسماها باسم ابنه ليف “Lev، وعلى مر العصور كانت مدينة لفيف مسرح صراع بين القوى التي حاولت احتلال المنطقة، ففي عام 1349م احتلها البولونيون وضموها للمملكة البولونية والبولو- ليتوانية، وفي عام 1772 م ضمت المدينة إلى الإمبراطورية النمساوية المجرية.
 
وبعد سقوط الإمبراطورية النمساوية المجرية في فترة الحرب العالمية الأولى، باتت لفيف عاصمة ما يعرف بجمهورية غرب أوكرانيا الشعبية، حيث ما لبث البولونيون أن احتلوها من جديد لتضم لجمهورية بولونيا الثانية.
 
وفي عام 1939 في الحرب العالمية الثانية، ضمت المدينة إلى الاتحاد السوفيتي ضمن الجزء الأوكراني لمدة عامين، حيث احتلها الألمان فيما بعدها في عام 1941 م حتى 1944 حيث عادت للسوفييت من جديد، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، أصبحت المدينة تابعة لدولة أوكرانيا الحالية.
 

ألقاب المدينة التاريخية

وتشتهر المدينة بالعديد من الأسماء في العصور القديمة منها ليمبرغ، ليمبورغ، لفينبورغ، لاوهورد، ليتباد، ليتبون، ليونا، سيفيتاس، ليونتابليس، ليويسبورغ، ليمبورغ، ليمبارغ، كما لقبت المدينة بالعديد من الألقاب منها مدينة الأسد، ومدينة الأسود النائمة، والمدينة الملكية، ولؤلؤة تاج أوروبا، ومتحف المدينة، وعاصمة غاليسيا، وباريس الصغيرة، وفيينا الصغيرة، وبيدمونت الأوكرانية، وباندرشتات، والعاصمة الثقافية لأوكرانيا، وغيرها من الألقاب.
 

علم المدينة وشعارها

الشعار والعلم الرسميان لمدينة لفيف عبارة عن شعار النبالة القديم، بينما شعار النبالة الحديث للمدينة هو شعار النبالة المأخوذ من ختم المدينة من منتصف القرن الرابع عشر، ويتألف من بوابة حجرية مع ثلاثة أبراج والبوابة مفتوحة يسير فيها أسد ذهبي.
 
وشعار النبالة الكبير للفيف هو درع يحمل شعار النبالة للمدينة متوجًا بتاج مدينة فضي بثلاثة حواف ويمسكه أسد ومحارب قديم، أما علم المدينة فهو عبارة عن لافتة مربعة زرقاء عليها صورة شعار المدينة ومثلثات صفراء وزرقاء عند الحواف.
 
وقبل الحرب العالمية الثانية كان شعار المدينة عبارة عن صورة لخمسة أبراج ملونة في لفيف وشعار “لفيف – منفتحة على العالم” تحتها.
 

دوي صفارات الإنذار

وبسبب القصف المتواصل للجيش الروسي للتجمعات والمتركزات العسكرية الأوكرانية، يسمع دوي صفارات الإنذار في مدينة لفيف، حيث أعلنت العديد من المصادر أن القوات الروسية نفذت إنزالاً جويًا بالمظلات للعديد من الجنود الروس فوق أراضي المدينة للسيطرة عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى