شهاب الدين السهروردي: الفيلسوف الذي هزم الفقهاء ومات شهيداً لأفكاره
شهاب الدين السهروردي، الإمام البارع والعالم المبدع في العلوم الحكمية والفلسفية، كان نموذجاً نادراً في الذكاء والبلاغة. ولد عام 586 هـ، وكان يتميز بجمعه بين العلوم الفلكية والفلسفية، وتفوقه في المناظرات الفكرية. عرفه فخر الدين المارديني واصفاً إياه بأنه لم يقابل مثيلاً له في زمانه، لكنه حذره من تهوره وعدم تحفظه، وهو ما كان بالفعل سبباً في تدهور مصيره.
من هو شهاب الدين السهروردي
عندما انتقل السهروردي إلى حلب، خاض مناظرات حادة مع الفقهاء المحليين، ولم يتمكن أحد منهم من مجاراته في العلم والمعرفة، مما أدى إلى تزايد التشنيع عليه. بلغ الأمر حد إرسال شكوى إلى الملك الناصر صلاح الدين في دمشق، حيث تم اتهامه بالكفر وتحريض الفقهاء عليه، خوفاً من تأثيره على اعتقاد الملك الظاهر.
استجابةً لهذه الضغوط، أرسل صلاح الدين تعليمات صارمة بضرورة قتل السهروردي. اختار الفيلسوف أن يواجه مصيره في عزلة، حيث تم حبسه في قلعة حلب وترك دون طعام أو شراب حتى وفاته.
خلف شهاب الدين السهروردي إرثاً عظيماً من المؤلفات، منها “كتاب التلويحات اللوحية والعرشية”، “كتاب الألواح العمادية”، “هياكل النور”، و”حكمة الإشراق”، لتظل أفكاره وفلسفته حية رغم موته المأساوي.