د. محمد المعموري يكتب: تراشق “التصريحات” بين تركيا والكيان المحتل هل هو صحوة ضمير لتركيا ام تقاطع مصالح؟
لاحظنا لهيب التصريحات بين انقرة وتل ابيب وكلا العاصمتين تدافع عن ذاتها بالتصريحات التي وصلت الى التهديد بأمن انقرة ورئيسها وكذلك تهديد الرئيس التركي بالدخول بحرب مع الكيان لنصرة الفلسطينيين كما دخل الى ليببا واذربيجان “حسب تصريحه ” حتى هددت انقرة بان يجعلون مصير نتنياهو كمصير هتلر ونحن نعلم بماذا كانت نهايته واعتقد هذا ” التراشق الإعلامي ” الذي اتخذته كلا العاصمتين قد خلق حاله من التوتر ” الاعلامي فقط ” , وقبل هذا كلنا يعلم ان للكيان المحتل سفارة في انقرة بعد ان اعترفت به عام 1949 وهذا يعني ان تركيا قد اعترفت سياسيا بهذا الكيان بعد عام من اكتساب عضويته في الامم المتحدة كدولة , والاهم اننا لم نسمع منذ طوفان الأقصى ان تركيا هددت هذا الكيان بغلق سفارته في انقرة بل لم تتعرض علاقاتهما السياسية الى أي تهديد بطرد السفير وغلق السفارة كضغط سياسي على الكيان المحتل (على سبيل المثال ) بعد ان ارتكب ولازال يرتكب ابشع أنواع حرب الإبادة لشعب اعزل فاصبح هذا الشعب يجلد بقنابل العدو ليلا ونهارا ولا احد يسمع لصراخة من العرب والمسلمين الا ما رحم ربي اما وان تركيا قد المها هذا المصاب بعد ان ارتقى أربعين الف شهيد و اكثر من سبعين الف جريح وهجر سكانها ودمرت المدينة ببنيتها التحية عن بكرة ابيها , حتى مستشفياتها قد نالها ما نالها من شر العدو , ” أألان …؟!” , ولكن لا ضير فأننا نقبل من يأتي بأخرها ولكن السيد اردغان لم يقل الان بل قال علينا ان نكون أقوياء لنحارب الكيان المحتل لمناصرة غزة .
[(لقد قال السيد اردغان حسب ما تناقلته وسائل الاعلام التركية وسائل الاعلام التركية خلال اجتماعه بمسؤولي حزب العدالة والتنمية في مدينة ريزا شمال شرقي تركيا :
النقطة التي وصلت إليها تركيا في الصناعات الدفاعية لا ينبغي أن تخدع أحدا، فلو كانت تركيا قوية للغاية فلن تتمكن إسرائيل من فعل ما فعلته بفلسطين .
وأضاف:يجب أن نكون أقوياء للغاية حتى لا تتمكن إسرائيل من فعل هذه الأشياء في فلسطين.
ثم واصل كلامه قائلا: تماما كما دخلنا قره باغ (أذربيجان) وكما دخلنا ليبيا قد نفعل الشيء نفسه معهم.. لا يوجد شيء لا نستطيع فعله.. فقط يجب أن نكون أقوياء ومن ثم ماذا نفعل ، نقوم بهذه الخطوات .)] .
وهل المطلوب منا ان ننتظر الى ان تتهيأ تلك القوة لكي تتمكن من طرد هذا العدو الذي انتهك كل حقوق الانسان ولم يسلم منه لا شجر ولا حجر , وعلي انا من تابع تلك المعركة وعايشها مع أبناء امتنا العربية والإسلامية وان كانت على بعد علي ان اخبر السيد اردغان ان طوفان الأقصى لم ينتظر لكي يكون قوة ضاربة لأخذ حقه في تقرير مصيره ولم يكن يعلم به احد وهو يرسم خطته لضرب هذا العدو الغاشم وعلي ان ابين للسيد اردغان بان قوة هؤلاء الفتية التي قاتلت وتقاتل العدو لم يبلغ عددهم وعدتهم لواء من الوية الجيوش النظامية وان عدتهم ليست كعدة جيوش بلدان المنطقة ولازالت تلك الثلة المباركة تكبد العدو الغاشم أمر الخسائر , فكيف لو كانت تلك الثلة المؤمنة تملك جيوشكم وعدتكم وقادتكم وتكتيككم وعمق اقتصادكم كدولة , كيف سيكون حال العدو وهل تعتقد ان هذا العدو سيستطيع ان يقف بوجه جيشكم او جيوس الدول المحيطة بهذا الكيان وهو عجز عن تحقيق اهدافه لمساحة لا تتصل الى ٤٠٠ كم مربع ، هل تعلم انه يقاتل منذ ما يقارب العشرة اشهر وكانت نتيجته انه لازال يقاتل بل يبحث عن اهداف اخرى ليشتت عجزه بالقضاء على ابطال غزة .
أقول ولن أكون مخطا بأذن الله ان فلسطين لن تتحرر بالتصريحات واعتقد انها لن تتحرر الا بسواعد أبنائها وان فلسطين لن ولم تكون وحدها وان وقعت الان بين كفي الالة الحربية العسكرية الصهيونية ولكنها مع مَن اختار ان يكون مع الحق و رغم تخلي بعض حكام امتها فأنها ستتحرر , ان تحرير الأراضي من المعتدين يحتاج تضحيات وصبر ولا اعتقد يوجد شعب كشعب غزة اليوم وهو يتلقى الموت بصبر ورضا وتوكل على الله لانهم يعلمون اكثر منا انهم ” لها ” وانهم من سيسجلون انتصاراتهم بعيدا عن تخاذلنا وخيانة بعضنا لأرضها وشعبها فأنها من تكفلت بتحقيق النصر وان النصر لن يتحقق الا بهم ومنهم تكون بشائر النصر ….
لقد ولى زمن المزايدات وكسب رضا الشعوب من قبل الحكام لقد اصبح واضحا من له الحق بان يتصدر الدعم للقضية الفلسطينية ومن يريد ان يرسم له بطولة قد يكسب منها تأييد شعبه او انه يخشى ان يساله من يساله من شعبه ماذا قدمت لغزة فانه قد قدم لها ولم يقدم وكانه ذهب الى البحر ليجلب بكفيه ماء فلم يفلح .
اننا ننتظر من يناصر اهل غزة بفعل لا يخشى من ورائه أي رد فعل من هذا الكيان او من يسانده , نحن نحتاج الى من يلملم جراح أبناء غزة الذين كانوا تحت القصف طيلة الشتاء وهم في العراء ، وفي هذا الصيف الذي نتنعم نحن ببرد المكيفات من فضل الله ليكونوا ابناء غزة هناك تحت اشعة الشمس الاهبة دون غطاء او حتى وسط شحة المياه .
فلسطين ليست دولة محتلة فحسب بل انها مسرى الرسول عليه وعلى اله افضل الصلاة والتسليم وهي عين المسلمين نحو السماء وهي بلد الأنبياء وموطنهم وهي البقعة التي كرمها الله بارتقاء أبنائها ومنحهم الشجاعة والصمود والأكثر من هذا فانهم شعب لم ولن يموت انهم شعب الله الذين اختارهم الله من فضله ليكونوا شعبه المختار في زمن لا خيار امامنا الا التخاذل والتخلي عنهم ( الا ما رحم ربي).