د.محمد هزبمة يكتب: بين زلزال الداخل واعصار توحد الجبهات نهاية اسرائيل
لاول مرة منذ نشاة الكيان تصل اسرائيل لهذا الدرك من الضعف ويشعر قادة الصهاينة ومستوطنيهم بقلق حقيقي ورعب ، وخشية على المصير امام جبال ازمات تحول صراع وجود، تغير وجه المعركة والتي حّسمت نتائجها منذ اللحظة الاولى من طوفان الاقصى لصالح المقاومة متوجة انجازها هدف حاسم في مرمى العدو الاسرائيلي، بعملية بطولية “طوفان الاقصى” الشعرة التي قضمت ظهر بعير اسرائيل، قلبت توازنات الشرق الاوسط بعد عقود من تفوق الكيان الغاصب بدعم اميركي غربي، استسلام عربي لحكومات التطبيع او السير بركبه منحت العدو غطاء على حساب القضية الفلسطنية تمهيدها لوآدها في دهايز التسويات الاميركية لحماية انظمتها تماهيا مع دور اسرائيل الكبرى في مشروع الشرق الاوسط الجديد امتدادا من خط الحرير وصولا الى قناة بن غوريون، بالتوازي مع خطوط الغاز والنفط عبر البحر المتوسط من الخليج الى اوروبا الغربية مرورا بفلسطين المحتلة لتعزيز دور اسرائيل وتوسع حدود استثمارتها لتشمل جزيرتي طيران وام الصنافير امتدادا لمملكة نعوم حسب الاساطير الطورانية او “نيوم”neom المهمة التي اوصلت الامير محمد بن سلمان لولاية عهد مملكة ال سعود في ارض الحجاز حاملا مشروع 2030 مشروطا بالزامية سلوك درب التطبيع مع اسرائيل لاستكمال قيامة “شرق اوسط جديد” وفق معايير المصالح الاميركية ومهمة قيادتها العالم الغربي بعد عقود من حكم العالم، قطب اوحد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وما خلفت هذه الحقبة من حروب ودمار قُلبت فيها انظمة وبقيت فيهم منطقة الشرق الاوسط تحت تاثير السياسة الاميركية، لفرضها تفوق اسرائيل الثابتة التي تُجمع عليها سياسة اميركا وتتنافس الاحزاب لخدمتها بغض النظر عن هوية ساكن البيت الابيض ولاي مشروع انتمى، بمفهوم “كيان اسرائيل” هو احد الولايات الاميركية ويمثل قاعدة متقدمة لحماية مصالحها ومصالح دول الغرب ، بدعم ابقي اسرائيل منذ تاسيسها على ارض فلسطين فوق القوانين والانظمة بجيش هو الاقوى في الشرق الاوسط نتيجة دعم غير محدود، ومساعدات مالية للكيان، ونفوذ كبير بالسياسة الدولية، سارت بركبها حكومات عربية جعلت منها وسيلة لكسب رضا الاميركي ولو كانت خيانة كشفت الاقنعة عن وجوه حكام سقطوا وسقطت معهم اسرائيل، واصطدم الاميركي ومعه الغرب بهشاشة اسرائيل وصعف كيانها وعجز اداء جيشها، رغم التجهيزات واستمرار الدعم، بمعركة خسرت فيها اسرائيل الدور قبل الموقع السياسي بوجود قيادة للكيان متوترة، منقسمة على نفسها ، تعيش صراع في الكنيست ، خلاف بين المكونات والاحزاب، ترجم مظاهرات داخل الكيان، ولاول مرة مستعمرات فارفة من مستوطنيها المهجرين، وعاصمة الكيان تقصف ويتعطل مطارها الاكبر “بن غوريون” كل هذا وحكومة تَجَمُع الاقليات التي وصلت على صفح ازمة سياسية، وانطلقت بازمة التعديلات القضائية، انطلقت بمواجة اكبر تظاهرات بتاريخ الكيان ، قبل ان تتلقي صفعة “طوفان الاقصى” التي واجهها ريسها نتنياهو بمكتبرة رافعا سقوف مهام جيشه :
– بتحرير الاسرى
– القضاء على فصائل المقاومة ونزع اسلحتها
– طرد كوادر المقاومة خارجا
– اعادة المستوطنين
لكنه حصد الفشل وخسر عسكريا وانكشفت حقيقة اسرائيل بوهن كيانها ودخلت في اتون نفق مظلم تبحث عن انفاق تنيرها فرسان مقاومة جردوا اسرائيل من الداخل بعد ان عرتها جرائمها امام الخارج، الذي حرك مسيرات احتجاجية في مدن وعواصم الغرب تظاهرات بكبريات جامعات اميركا واروبا ، عند حكومات داعمة لاسرائيل وتحديدا في اميركا التي لا زالت تمدها بجسر دعم جوي عسكري تجهز جيش تحطمت اسطورته ويغرق كل يوم في غزة، امام فصائل مقاومة يقف عاجزا بمواجهة صواريخ دكت مستعمرات الغلاف وهو غير قادر على اعادة المستوطنين الى غلاف غزة ولا في الشمال مع لبنان، في حين دخل اقتصاد الكيان مرحلة ركود وعجز بعد ان اقفلت المصانع المعامل وسحب عمالهم الى الجبهات وافرغ اكبر مرافئها بقرار القوات اليمنية الذي فقد فيه الاميركي دوره بالسيطرة على باب المندب وخرج مذلولا بعد عقود من البلطحة والتحكم بالتجارة الدولية ، ولم تقف المقاومة عند هذا بل دكت عمق الكيان الاسرائيلي بهدايا المقاومة عراقية سورية وحتى بحرانية بالتوازي مع انجازات المقاومة اللبنانية الجبهة الاخطر على الكيان ، والاصعب عسكريا بعد ان حدد قائد المقاومة هويتها “جبهة دعم واسناد” وتجاوزت تحقيق اهدافها بنقل الحرب من تكتية وتحويلها استراتيجية، اصابت حكومة الحرب الاسرائيلية التي انفرط عقدها، ما يؤشر لقرب فرط عقد حكومة نتنياهو التي تعيش في غرفة انعاش اميركية بامصال الدعم الغربي، يقامر نتنياهو بمصير الكيان ليحمي نفسه من نهاية وخيمة، يمارس الابتزاز بما تبقى له من اشهر وربما اسابيع بتقاطع مصالح مع الاميركيين، يتخبط فيها الكيان بازمات كارثية هي بداية نهاية الكيان على ابواب “السبعة وسبعين سنة ” عقدة اسرائيل لتكون نهاية اسرائيل الثالثة على ابواب الستة وسبعين مع اي مغامرة وحماقة يرتكبها نتنياهو