جبل عرفات
محمود الشوربجي
يقع جبل عرفة خارج حدود الحرم على الطريق الذي يربط بين مكة والطائف، حيث يقع شرقي مكة بنحو 22 كم وعلى بعد 10 كم من منى و6 كم من مزدلفة. وتبلغ إجمالي مساحته تُقدّر بحوالي 10,4 كم².
منطقة عرفة أو عرفات سهل منبسط محاط بسلسلة من الجبال يأخذ شكل القوس، يبلغ طولها حوالي ميلين وعرضها كذلك. ولعرفات أربعة حدود، الأول ينتهي إلى حافة طريق المشرق، والثاني إلى حافات الجبل الذي وراء منطقة عرفات، والثالث إلى البساتين التي تلي قرية عرفات، وهذه القرية على يسار مستقبل الكعبة إذا وقف بعرفات، والرابع ينتهي إلى وادي عرنة.
في الوقت الحالي وُضعت علامات حول منطقة عرفة أو عرفات تبين حدودها، ليتنبّه لها الحاج. حدود عرفة من ناحية الحرم هي نمرة وثوية وذي المجاز والأراك، وهي مناطق لا يجوز للحاج الوقوف بها كونها خارج عرفة. يوجد هناك علمان في بداية المنطقة وآخران في نهايتها وذلك لتحديد المنطقة، وبين الأعلام تقع بطن عرنة التي قال فيها النبي محمد: «عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة».
يحد عرفات من الغرب وادي عرنة الذي يقع فيه مسجد نمرة، ومؤخراً أصبح المسجد بعد التوسعة داخل منطقة عرفة سوى مقدمته التي هي خارج حدود عرفة. يصلي الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا في المسجد المذكور، اقتداء بالرسول.
وقد بُني هذا المسجد في منتصف القرن الثاني الهجري في أول عهد الخلافة العباسية، ويقع في الموضع الذي خطب فيه الرسول في حجة الوداع، تبلغ مساحته أكثر من 110 ألف متر مربع ويستوعب نحو 350 ألف مصل، وله 6 مآذن وثلاث قباب، وعشرة مداخل رئيسية، وينقل من داخله خطبة يوم عرفة بواسطة الأقمار الصناعية