تاريخ ومزارات

مشروع القرش.. لدعم الإقتصاد المصري

ولد أحمد حسين في 8 ربيع الأول 1329 هـ الموافق 8 مارس 1911م في حي “السيدة زينب” بالقاهرة. استلم تعليمه الابتدائي في “مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية” ثم انتقل إلى “مدرسة محمد علي الأميرية”.

كان لديه الحس الإسلامي منذ الصغر، حيث قام بتأسيس جمعية مدرسية باسم “جمعية نصر الدين الإسلامي” في دراسته الابتدائية بالتعاون مع صديقه “فتحي رضوان”، الذي أصبح لاحقًا أحد كبار الصحفيين والكتّاب المصريين. وقد استمرت هذه الجمعية لفترة قصيرة قبل أن تتوقف بسبب ضغوط من إدارة المدرسة.

عندما بدأت المرحلة الثانوية، انضم أحمد حسين إلى مدرسة الخديوية الثانوية، حيث ازداد اهتمامه بالمسرح والتمثيل، وظهرت لديه موهبة الخطابة. نما لديه الحس الوطني، وانتهى من دراسته الثانوية في 1347 هـ / 1928م. وبعد ذلك التحق بكلية الحقوق. خلال فترة دراسته في الكلية، زاد اهتمامه بالسياسة وبدأ في ممارستها عمليًا. كانت له أحد أبرز مشروعاته وأفكاره “مشروع القرش”.

مشروع القرش

في عام 1931م، أسس الشيخ أحمد حسين وفتحي رضوان “مشروع القرش” بهدف تحفيز المواطنين المصريين على التبرع بقرش واحد لمساعدة في إنقاذ الاقتصاد المصري الذي كان يعاني من تداعيات انخفاض أسعار القطن في الأسواق. كان للمشروع أهداف متعددة. منها نشر روح الصناعة الوطنية وتعزيز التفاعل الاقتصادي لدى المواطنين.

أحمد حسين أعرب عن توجهاته الاشتراكية من خلال المشروع، حيث أسس على فكرة إنشاء صناعات قومية يشارك فيها الشعب بملكيتها، بهدف تحقيق الاستقلال الاقتصادي وتشجيع الوعي الوطني. وفي هذا السياق، كان يرى أنه من الأفضل أن يشارك الشعب بشكل جماعي في تمويل هذه الصناعات الوطنية.

تزامن إطلاق مشروع القرش مع فترة معركة الطربوش في مصر، حيث كان الطربوش يرمز إلى الهوية الوطنية والإسلامية في وجه التأثيرات الغربية. بينما قام محمد علي باشا بإنشاء مصنع لتصنيع الطرابيش لتحقيق الاكتفاء الذاتي. إلا أن تحالف الدول الغربية ضد مشروعه أدى إلى توقف بعض المصانع، بما في ذلك مصنع الطرابيش.

المعركة حول الطربوش كانت تعبر عن صراع الهوية في مصر. حيث كان البعض يروج لارتداء القبعة كرمز بديل، في حين كان أنصار الطربوش يعتبرونه رمزًا للهوية الوطنية والتمسك بالحضارة الشرقية والإسلامية. في هذا السياق. ظهر مشروع القرش كمبادرة لدعم الهوية الوطنية وتعزيز الاستقلال الاقتصادي.

شهد المشروع مشاركة واسعة من آلاف المتطوعين في جميع أنحاء مصر، وحظي بدعم حكومي واسع، حتى جعلت فرق الموسيقى العسكرية جزءًا من الحملات الترويجية. ورغم التحديات والانتقادات التي واجهها المشروع، إلا أنه أسهم في بناء مصنع لتصنيع الطرابيش في العباسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى