حوارات و تقارير

عودة الروح.. حكاية “سبيرو سباتس” أقدم مشروب غازي في مصر

أسماء صبحي 

حكاية سبيرو سباتس، في ظل استمرار الحرب الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. انتشرت الكثير من دعوات المقاطعة للمنتجات الداعمة للكيان الصهيوني في مختلف الدول العربية واستبدالها بالمنتجات المحلية. ومن بين هذه الدعوات مقاطعة المشروبات الغازية واستبدالها بمشروب سبيرو سباتس المحلي الصنع. ولكن هل تعلم أن هذا المشروب هو أقدم مشروب غازي في مصر؟، فما هي حكاية هذا المشروب الشائع في مصر خلال الفترة الأخيرة؟.

حكاية سبيرو سباتس

كان هناك شاب يدعى سبيرو سباتس من اليونان، جاء إلى مصر، وهو في الـ 15 من عمره. وتعلم بالمدارس المصرية وتعلم اللغة العربية وأنهى دراسته فيها. وأنشأ في عام 1920 مصنع “سبيرو سباتس” للمياه الغازية والشربات في شارع خليج الخور المتفرع من شارع عماد الدين بالقرب من ميدان باب الحديد في وسط القاهرة.

عرف هذا المشروب بين عامة الناس برمز “الدبانة” وهو لا يزال معروفاً به حتى الآن. إلا أن رجل الأعمال اليوناني لم يقم باختيار تلك الحشرة أبدا كرمز للمشروب، وإنما اختار سباتس النحلة علامة تجارية للمصنع الجديد. نظراً لكونه كان يعمل بالزراعة ومناحل العسل في جزيرة سيفالونيا اليونانية، التي اكتسبت شهرة عالمية بأنها تنتج أجود أنواع عسل النحل في العالم.

ظل العمل بالمصنع متواصلاً وحصل على الكثير من الجوائز. كان أهمها عام 41 عندما حصل على ميدالية ملك مصر “فاروق الأول” في المعرض النوعي الثاني للصناعات. وتفوق في ذلك الوقت على ما يزيد عن 56 مصنعاً صغيرًا لصناعة “الكازوزة” والصودا والشربات.

تشجيع حكومي

وفي تلك الفترة، كانت الصناعات الوطنية تحظى بتشجيع حكومي مستمر. حتى أن ديوان الملك فاروق كان يستخدم منتجات المصنع داخل أروقته من الصودا والليمون وغيرها بموجب تعاقد توريد احتياجات.

وبعد ثورة 1952، كان جمال عبدالناصر ورئاسة الجمهورية يستخدمان منتجات المصنع تشجيعاً للصناعات الوطنية. إلا أن هذا النظام لم يستمر بعد وفاة عبد الناصر وتولي الرئيس أنور السادات رئاسة الجمهورية. وبداية عصر الانفتاح وانتشار مشروبات غازية أخرى حيث توقفوا عن استخدام منتجات سبيرو سباتس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى