تاريخ ومزارات

دور أحمد بن مفتاح العماري في الحياة الثقافية والأدبية في مصر

أحمد بن مفتاح بن هارون بن أبي النُّعاس العُمَاري، وُلِدَ في يوم 4 شعبان 1274 هـ / 19 مارس 1858 في نزلة عمرو بصعيد من إيالة مصر العثمانية وتربى ونشأ بها. بدأ مسيرته التعليمية بتلقي المقدمات من القراءة والقرآن على جاد المولى، ثم انضم إلى الأزهر في سنة 1289 هـ / 1872 م حيث تلقى تعليمه من مشاهير عصره، منهم: محمد الشعبوني المغربي، وعرفة سالم السفطي، وعبد الله الفيومي، ومحمد البحيري، وسالم البولاقي، وشمس الدين الأنبابي، وعبد الرحمن السويسي، وصالح قرقوش، والمهدي العباسي، ومحمد عبده، وأحمد أبو خطوة، وغيرهم.

في سنة 1298 هـ / 1881 م انضم إلى دار العلوم وتخرج منها في سنة 1302 هـ / 1884 م. بعد التخرج، اشتغل في الوظائف الحكومية والتدريس بالمدارس الابتدائية ودار العلوم، وكتب في الصحف كـ«الأعلام»، و«القاهرة»، و«المؤّيد». ومن بين تلامذته: محمد توفيق البكري، وعبد العزيز جاويش، ومصطفى عناني، ويوسف حمدي يكن.

أصيب بمرض في شيخوخته، وأحيل على التقاعد واختار السكنى بحي مصر الجديدة واعتزل عن حياة الاجتماعية، واشتغل بالمطالعة وإتمام بعض تآليفه. ووُصِفَ بأنه كان «غريب الأطوار، سريع الغضب، سريع الرضا مع صفاء الباطن، له شذوذ في أخلاقه.»

توفي في شهر محرم 1329 هـ / يناير 1911، وكان في بيته بمفرده ولم يعلم بوفاته أحد حتى ظهرت رائحة جثمانه للجيران، وأخبروا الشرطة ووُجِدَ في سريره جزءًا من كتاب الأغاني، وقرر الطبيب أنه مضى على وفاته ثلاثة عشر يومًا.

أما فيما يتعلق بأدبه، فكانت طريقته في الكتابة تتسم بالاهتمام بالسجع القصير مع استعماله البديع والاعتناء بمتن اللغة والشعر والنثر. أُشير إلى شعريته بأنها “تخضع طريقة الشاعر للسجع قصير الفقرات، مع القصد في استعمال البديع”. وكان له دور بارز في حفظ التراث الشعري ونشره واستدراك بعض الأعمال المهمة، كما ألف عدة مؤلفات أدبية من بينها “مفتاح الأفكار في النثر المختار” و”مفتاح الأفكار في الشعر المختار” و”رفع اللئام عن أسماء الضرغام” و”ديوان حماسة من شعراء العرب”، بالإضافة إلى ديوان شعره ونثره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى