شم النسيم.. عيد مصري قديم منذ آلاف السنين (صور)
“شم النسيم” هو عيد مصري قديم، كان أجدادنا المصريون يحتفلون به مع مطلع فصل الربيع، وكلمة “شم النسيم” هي كلمة قبطية (مصرية) وتعني “بستان الزروع”، “شوم” تعني “بستان”ونسيم تعنى “الزروع” والكلمه “شوم إن نسيم” بمعني بستان الزروع، وقد تطؤر نطق الكلمة مع الزمن فصارت “شم النسيم”.
احتفال شعبي
واعتبر المصريون القدماء عيد “شم النسيم” بعثاً جديداً للحياة كل عام، وتتجدد فيه الكائنات وتزدهر الطبيعة، واعتبروه بداية سنة جديدة “مدنية”، وكانت الزهور وانتشار الخضرة يبشر ببداية موسم الحصاد.
وحمل عيد “شم النسيم” طابع الاحتفال الشعبي منذ عصور قديمة، سجلها المصري في نقوشه على جدران مقابره، ليخلد ذكرى نشاطه في ذلك اليوم، فكان الناس يخرجون في جماعات إلى الحدائق والحقول للاستمتاع بالزهور والخضره على الأرض، حاملين أصناف الطعام والشراب التي ارتبطت بهذه المناسبة دون غيرها، وحافظ عليها المصريون حتى الآن، في مشهد موروث ومستنسخ كل عام لعادات مصرية قديمة غالبت الزمن.
طقوس الطعام
وكان المصري القديم يضم في قائمة طعامه في “شم النسيم” عدداً من الأطعمة، وكان قاصداً في اختياره وكانت تحمل مدلولاً دينيا ارتبط بعقيدته خلال احتفاله بالمناسبة، من بينها أطعمة أساسية كالبيض، والسمك المملح (الفسيخ)، والبصل، والخس، والحُمص الأخضر، وترمز البيضة إلى التجدد وبداية خلق جديد في العقيدة الدينية المصرية، فهي منشأ الحياة.
وحرص المصري على تناول السمك المملح (الفسيخ) في هذه المناسبة مع بداية تقديسه نهر النيل وبرع المصريون في صناعة السمك المملح، وكان يخصصون لصناعته أماكن أشبه بالورش، وتشير بردية “إيبرس” الطبية إلى أن السمك المملح كان يوصف للوقاية والعلاج من أمراض حمى الربيع وضربات الشمس.
واهتم المصريون بتناول نبات البصل، الذي أطلقوا عليه اسم “بصر”، خلال الاحتفال بعيد “شم النسيم”لارتباطه بأسطورة قديمة تحدثت عن شفاء أمير صغير من مرض عضال، فقام باستنشاقه فأصبح معافاً في يوم وافق شم النسيم عند المصريين فأصبح تقليداً.
كما أن تناول المصري القديم لنبات الخس في هذه المناسبة دلالة رمزيه لارتباط هذا النبات بالإله “مين”، إله الخصوبة والتناسل كما أشارت بردية “إيبرس” الطبية إلى فائدة تناوله كعلاج لأمراض الجهاز الهضمي.
والحمُص الأخضر، المعروف باسم “الملانة” كان يحمل دلالة عقائدية على تجدد الحياة عند المصري، لأن ثمرة الحمُص عندما تمتليء وتنضج، ترمز عنده بقدوم فترة الربيع، فصل التجدد وازدهار الحياة.
ويعتبر عيد “شم النسيم” الاحتفال الوحيد الذي جمع المصريين بمختلف عقائدهم الدينية منذ آلاف السنين.