الإفطار في رمضان لكبار السن .. الإفتاء تجيب
تسود تساؤلات كثيرة لدى المسلمين الصائمين خلال شهر رمضان الكريم، وتزداد الحاجة إلى الفتاوى اليومية للتعرف على أحكام الصيام والأمور المتعلقة به.على إثرها تقدم دار الإفتاء جرعة مكثفة من الإجابات والفتاوى اليومية عن الأسئلة التي تشغل بال الصائمين خلال شهر رمضان الكريم.
ما هو حكم الإفطار في شهر رمضان للرجل المسن؟
أجابت دار الإفتاء المصرية على السؤال مشيرة إلى أن الفقهاء قد اتفقوا على أن للشيخ الكبير، الذي يجهده الصوم ويشق عليه مشقة شديدة، أن يفطر في شهر رمضان. وفي حالة الإفطار، يجب عليه دفع فدية وجوبًا عند الحنفية والحنابلة، وهو الرأي المتبع عند الشافعية. يستند هذا الرأي إلى الآيات القرآنية التي تنص على أن الله لم يجعل في الدين من حرج، وعلى الذين يُطِيقُون الصيام فدية طعام مسكين، مع التنويه بالرخصة التي نزلت للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة، وهما يستطيعان الصيام، بأن يفطرا ويطعما مكان كل يوم مسكينًا.
قد ذكر الإمام النووي في كتابه “المجموع” أن الشافعية وأصحابهم اتفقوا على أن الشيخ الكبير الذي يُجْهِدُهُ الصوم، أي يلحقه مشقة شديدة، والمريض الذي لا يرجى برؤه لا يجب عليهما الصوم بلا خلاف، ويجب عليهما دفع الفدية. أما القول الآخر فيشير إلى عدم وجوب الفدية.
وأشار الإمام ابن قدامة في كتابه “المغني” إلى أنه إذا عجز الشخص عن الصيام بسبب الكبر فإنه يفطر ويُطْعِم مسكينًا لكل يوم، وهذا القول يستند إلى الروايات التي تدل على رخصة الشيخ الكبير والعجوز في الإفطار ودفع الفدية.
أما المالكية ومن اتبعهم فقد اختلفوا في هذا الأمر، إذ يرون أنه لا يجب على الشيخ الكبير دفع الفدية؛ لأنه سقط عنه فرض الصوم لعجزه.
ويُحدَّد مقدار الفدية للعاجز عن الصيام بإطعام المسكين صاعًا من غالب قوت أهل البلد كالقمح أو الأرز مثلاً، وإذا كان من الصعب على الشخص إخراج هذا القدر يجوز له إخراج مد من غالب قوت البلد، والمد يساوي ربع الصاع.
وبناءً على ما سبق، يجوز للمسلم الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصيام في رمضان أن يفطر، وعليه دفع الفدية عن كل يوم لا يستطيع صيامه.