تاريخ ومزارات

أطعمة الصحراء .. مذاقات رمضان في مائدة قبائل مطروح

رمضان في مطروح يتميز بعادات وتقاليد فريدة تعكس ثراء الثقافة البدوية في هذه المنطقة الرائعة. يبدأ هذا الشهر الفضيل بفرحة وتحضيرات استثنائية. حيث يُنظر إليه كضيف قد طال انتظاره.

تبدأ الاحتفالات بمنتصف شعبان، حيث تنطلق القبائل في تحضيراتها لاستقبال شهر الصيام. يتمثل ذلك في إعداد الطعام التقليدي، حيث يشغل “القديد” مكانة خاصة كلحم ضأن مجفف يُعد بعناية فائقة. تأتي بعدها “الضحوية”، الوجبة الرئيسية بعد صلاة التراويح، وتتميز بتقديم “الضحى” وهي صواني مليئة بلحم الضأن والشوربات وأنواع مختلفة من الأرز.

يُحرص أفراد القبائل على إفطار صائم واحد أو أكثر في بيوتهم. يتخلله لحظات من الدعاء والتأمل. يلتزمون بسنة النبي في تناول وجبة الإفطار. بدايةً من التمر والحليب والماء. ثم ينتقلون إلى “الشوربة المغربية” و”الخبز المجردق” وشاي “الزردة”.

بعد صلاة المغرب والعشاء، يأتي دور “الضحوية”، حيث تُعدّ صواني اللحم والشوربات والأرز بأنواعها. “المكرونة الجارية” تأتي هنا بدورها كوجبة سريعة التحضير، ملائمة للأذواق البدوية العريقة.

مع حلول المساء، تنقلب الأفراح إلى سهرات الحكايات في “المرابيع”. حيث يتناقل الحضور القصص حول “الضوية”، وهو فانوس صغير يضيء في ليالي رمضان. يُقدم خلال هذه اللحظات “العصيدة” و”المفروكة”. وهما أطعمة مصنوعة من الدقيق والسمن وعسل “الرُب”، مضيفة لطعم اللحظات الجميلة.

تبرز روح التكافل الاجتماعي والضيافة الكريمة في هذه الأمسيات الرمضانية. حيث تفتح البيوت أبوابها لاستقبال الضيوف بفرح وسرور، سواء كانوا من داخل القبائل أو قادمين من بعيد.

تتجسد هذه العادات والتقاليد في مزيج فريد من الأصالة والروحانيات. مما يجعل رمضان في مطروح تجربة لا تُنسى، تشكل جسراً بين الماضي والحاضر في هذه الأرض الجميلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى