حوارات و تقارير

الحشاشون: طائفة إرهابية من العصور الوسطى

الحشاشون، الذين يعرفون أيضًا باسم النزارية المشرقية، كانوا طائفة إسماعيلية فاطمية نزارية مشرقية نشأت في القرون الوسطى. انشقت هذه الطائفة عن الفاطميين، ودعوتها تدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله وأنصاره من ذريته. تأسست النزارية المشرقية على يد الحسن بن الصباح، الذي اعتبر قلعة “الموت” مركزًا لنشر دعوته وتعزيز سلطته.

من هم الحشاشون

تميزت الطائفة بطرقها المروعة والعنيفة في تحقيق أهدافها السياسية والدينية. كانوا يحترفون القتل والاغتيالات كوسيلة لتحقيق أهدافهم، وكانوا يستهدفون الساسة والعلماء والقادة العسكريين الذين يعتبرونهم تهديدًا لعقيدتهم ومصالحهم.

في عام 471 هـ/ 1078 م، زار الحسن بن الصباح إمامه المستنصر بالله وأعلن دعمه لمذهبه. ولكن بعد وفاة المستنصر بالله، قام وزيره بدر الجمالي بقتل ولي العهد نزار بن المستنصر بالله، لينقل الإمامة إلى المستعلي، الابن الأصغر للإمام المستنصر بالله، والذي كان في الوقت نفسه ابن أخت الوزير. وبهذا العمل، انشقت الطائفة إلى نزارية مشرقية ومستعلية مغربية.

انتشرت النزارية المشرقية في بلاد الشام، وامتلكوا عددًا من القلاع والحصون التي استخدموها كمراكز لنشاطهم. قاموا بمقاومة القوى السياسية المعاصرة لهم مثل الزنكيين، وحاولوا عدة مرات اغتيال صلاح الدين الأيوبي، الذي كان يعتبر تهديدًا لسلطتهم وتعاليمهم المتشددة.

مع ذلك، قضى الظاهر بيبرس على النزارية المشرقية في وقت لاحق. تمكن بيبرس، الحاكم المملوكي في مصر، من هزيمة هذه الطائفة الإرهابية وتدمير قوتها. قادتهم الممارسات العنيفة والأعمال الإرهابية إلى نهايتهم الحتمية.

تاريخ الحشاشين

بالنظر إلى تاريخ الحشاشين وأفعالهم، يمكن اعتبارهم طائفة إرهابية في العصور الوسطى. كانوا يستخدمون القتل والاغتيالات كأدوات لتحقيق أهدافهم السياسية والدينية، ولا يمكن تبرير أو تبرير أعمالهم العنيفة.

من الجدير بالذكر أن الحشاشين ليسوا تمثيلاً للإسلام الحقيقي أو الطوائف الإسماعيلية. إنهم يمثلون فصيلة متطرفة ومنحرفة داخل تلك الطائفة، وتصرفاتهم لا تعكس قيم السلام والتسامح التي تتميز بها الإسلام والديانات الأخرى.

على الرغم من أن الحشاشين قد اندثروا في العصور الوسطى، إلا أن استخدام مصطلح “حشاشين” لا يزال مستخدمًا في بعض الأحيان لوصف الأفراد أو الجماعات التي تنتهج العنف والإرهاب. إنه يذكرنا بأهمية التعايش السلمي والتسامح بين الثقافات والمذاهب المختلفة، وضرورة مكافحة التطرف والعنف بجميع أشكاله.

في النهاية، يجب أن نتعلم من تاريخ الحشاشين ونعمل على تعزيز قيم السلام والتسامح في مجتمعاتنا. علينا أن نتجاوز الأفكار المتطرفة ونسعى للانفتاح والتفاهم المتبادل بين الثقافات والأديان المختلفة، مع التركيز على تعزيز الحوار والتعاون البناء لبناء عالم أكثر سلامًا وازدهارًا للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى