فنون و ادب

الأمثال الشعبية المصرية: حكمة الأجداد وثقافة المجتمعات

كتبت: رانيا سمير

الأمثال الشعبية هي أقوال مأثورة وعصارة حِكمة الشعوب التي نستقي منها خبرات حياتية ومهارات شخصية. ولذلك تعد مؤشرًا هامًا في تنمية المهارات الذاتية ودليلاً أو مرجعًا نهتدي به في كثير من المواقف، والتي تأتي دائمًا في جمل محكومة البناء وبمصطلحات بليغة وشائعة الاستعمال حتى يكون وقعها على الأذن مألوفًا ومحبوبًا، وغالبًا ما تلخص لنا قصة بها أحداث وتفاصيل وحبكة درامية مُعينة.

 

تتميز الأمثال الشعبية بعدة خصائص منها:

 

تتكون من عِبارات مستقلة : عادة ما تتكون الأمثال الشعبية من عبارات مختصرة، وتتكون من مقطعين أو ثلاثة، ولذلك تكون دائمًا معبرة عن ارتباط فِكرة معينة بعواقب تلك الفكرة، مثل:
القِرش الأبيض ينفع في اليوم الإسود
أطبخي يا جارية .. كلف يا ســـــيدي
تتكون من لغة بسيطة : عادة ما تتكون الأمثال الشعبية من لغة بسيطة للغاية، مع وجود مصطلحات شائعة الاستخدام، وذات قافية موسيقية، مثل:
من جــاور السـعيد يسـعد
يا نحلة لا تُقرصيني، ولا عاوز عسل منك
إبن بطني .. يفهم رطني
اللي ييجي في الريش .. بقشيش
الباب المفتوح .. مفضوح
تعبر عن واقع المجتمع والفترة الزمنية : لا بُدَّ أن تعكس الأمثال الشعبية الفترة الزمنية الوقع بها المثل، مثل :
يا وراث مين يورثك
فقد كان هذا المثل الشعبي مرتبطًا بفترة انتشار وباء الكوليرا في مصر عام 1947م، وكان هذا الوباء يحصد الآلاف من الأرواح بشكل يومي، لدرجة أن عائلات بأكلمها راحت ضحية هذا المرض، مما يؤدي إلى عدم وجود أي وريث لهذه العائلة.

تعبر عن حكمة الأجداد وثقافتهم : الأمثال الشعبية هي خلاصة تجارب الأجداد وحكمتهم، فهي تعبر عن ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وطريقة تفكيرهم في الحياة، مثل:
إعمل الخير، وإرميه البحر
فالمثل هُنا يدعو إلى قيمة أخلاقية مُرتبطة بالتعاملات الحياتية.

ذات ملمح عامي وشعبي:
حيث أنها كلمات شعبية بلُغة الشعب الدارجة.

مجهولة المصدر:

حيث لم يتم تأليفها من قبل مؤلف أو قاص أو كاتب، ولكنها جزء من التراث الثقافي للمجتمع توارثة الأجيال دون معرفة من القائل الأول لهذه الأمثال.

سهلة الحفظ والاسترجاع:

بما أنها تستخدم القافية الموسيقية والكلمات العامية الشائعة، وأيضًا تستخدم المقارنات أو التوريه، ولذلك فمن الطبيعي حفظها بسهولة داخل وجدان المتلقي وأيضًا تكوين صورة ذهنية بصرية ملائمة للمثل الشعبي داخل كل شخص حسب تجربته الشخصية المتوازية مع المثل، مثل:

يا جبل ما يهزك رِيح
الباب اللي يجيلك منه الرِيح .. سده واستريح
رجعت ريمة .. لعادتها القديمة
تروح فين يا صعلوك وسط الملوك
جه يكحلها .. عَماها

الانتصار لقيم الخير والحق والجمال

برغم أن المثل الشعبي هو في الواقع يعبر عن تجربة ذاتية ربما تكون حقيقية، إلاّ أنه يعطي للمتلقي إحساسًا بالنصر وامتلاك الحقيقة حتى لو بشكل تصوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى