سمير عبيد يكتب:حذاري.. جولة سوليفان ظاهرها “غزة” وباطنها “الحوثيين”/ فعلى العراق سد الثغرات بسرعة!
سمير عبيد يكتب:حذاري : جولة سوليفان ظاهرها “غزة” وباطنها “الحوثيين”/ فعلى العراق سد الثغرات بسرعة!
أولا :-تصاعدت هذين اليومين أخبار وتقارير ان الولايات المتحدة قررت التحرك من جديد لتوفير هدنة جديدة في غزة .واكدت بعض التقارير ان تحرك واشنطن جاء بطلب من اسرائيل التي بدأت تغرق في المستنقع الفلسطيني في غزة فتريد هدنة لإنقاذ جيشها .وطبعا سارع نتنياهو كعادته بالتكابر والغطرسة على انه غير معني بالتحرك الاميركي ولن ينصاع لاي ضغوطات اميركية وغربية والسبب لأن نتناياهو يعرف ان ايقاف الحرب يعني سقوطه وذهابه الى المحاكم .فأدامة الحرب من اجل بقاء واستمرار نتناياهو !
وتحت هذا العنوان ارسلت الادارة الاميركية مبعوثها الى المنطقة وكانت محطته الاولى في السعودية وهو مستشار الأمن القومي الاميركي جيك سوليفان الذي زار الرياض والتقى مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان و ناقشا حسب بيان البيت الابيض(جهود زيادة تدفق المساعدات الأساسية لغزة) أما وكالة رويتر فقالت ( ناقش سوليفان مع ولي العهد السعودي : الجهود الجارية لتوفير ظروف جديدة لسلام مستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين).علما ان القيادة الاسرائيلية اعلنت اخيرا أنها غير معنية بحل الدولتين . اي اسقطت هذا الموضوع من حساباتها .وكذلك اكدت ذلك السفيرة الاسرائيلية في لندن امس ومن خلال لقاء تلفزيوني في BBC عندنا قالت ( حان الوقت ليدرك العالم ان معادلة اوسلو قد سقطت في ٧ اكتوبر، وان اسرائيل ترفض فكرة حل الدولتين ).وطبعا بعد السعودية توجه سوليفان الى اسرائيل!
#ثانيا :-فالسؤال :-اذن ماذا ناقش مستشار الامن القومي جيك سوليفان مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اذا حل الدولتين قد سقط وان نتنياهو لم يطلب هدنة وايقاف الحرب ؟
#الجواب :نعم بدأت تخرج الاسرار من واشنطن وتل أبيب انه ولا رئيس اميركي كان مقتنع بحل الدولتين,وكذلك الحكومات الاسرائيلية هي الاخرى لم تقتنع هي ولا سابقاتها بحل الدولتين . بل كان مجرد خداع العرب والفلسطينيين طيلة هذه السنين الطويلة حسب التقارير التي باتت تخرج للعلن .وهو مجرد وهم اسقطته المقاومة الفلسطينية في السابع من اكتوبر وكشفته للرأي العام اخيرا .ولهذا قلناها ونعيدها ان مابعد السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ سيكون مختلف عن ماقلبه !
#ثالثا:- وبالتالي ..فزيارة سوليفان الى الرياض تكرست حول تأسيس تحالف عربي ضد الحوثيين / انصار الله في اليمن حسب المعلومات التي استطعنا جمعها . اي يحاول سوليفان احياء تراث وفكرة سلفه المستشار القومي الراحل بيرجنسكي ” صاحب المسبحة” والذي هو صاحب مشروع تأسيس تحالف ( المجاهدين ) ضد الاتحاد السوفيتي ” المد الأحمر ” في افغانستان والذي نجح بالحصول على دعم الازهر في مصر والمؤسسة السلفية في السعودية في حينها.ولقد لعبت الرياض دورها كقناة خلفية لضمان إمدادات المقاتلين والتمويل واللوجست .. يعني بمعنى آخر ان المستشار سوليفان يريد اعادة تجميع ( التكفيريين والقاعدة والدواعش من جديد” الذين يريدون تناول العشاء مع الرسول ” والذين لم نسمع لهم صوتاً عن مايدور من ابادة ونازية ضد اطفال ونساء غزة ) والدعم المالي والاعلامي واللوجستي كالعادة سوف تتحمله دول الخليج .خصوصا بعد نصح واشنطن اسرائيل بعدم توجيه الضربات الجوية ضد الحوثيين ( اولا لبعد المسافة ، وثانيا ان الحوثيين لن يتوانوا من استهداف اي دولة عربية وخليجية تمر من خلال اجواءها الطائرات الاسرائيلية لضرب الحوثيين ) وبالتالي ستضطر إسرائيل استخدام البحار في توجيه الضربات وهذه مجازفة كبيرة .
نقطة نظام :
الدول الخليجية كافة خائفة جدا من الربيع الخليجي في الفترة الاخيرة .بحيث كل دولة تريد ان ترميه على الاخرى. بحيث بات باب قوسين او ادنى من حدوثه في الكويت ” ولكن البريطانيين منعو ذلك ” وكانت كل ما اقترب اليها الربيع الخليجي تدفعه نحو دولة عربية واخرها السودان. واخيرا عاد شبح الربيع الخليجي من جديد . وبالتالي ان فكرة احياء تحالف جهادي ضد الحوثيين بدعم خليجي فكرة مثالية بالنسبة للانظمة الخليجية لتهرب من الربيع الخليجي الذي يدق ابوابها . ولكن السؤال :- هل تتمكن الدول الخليجية بشكل عام والسعودية بشكل خاص من تحمل مسؤولية مقاتلة اليمنيين نيابة عن اسرائيل ؟
رابعا :
فالظاهر ان التاريخ سيعيد نفسه او هم يريدون اعادته اي الاميركان ومن خلال اجبار الخليجيين ومثلما فعلوا اواخر الثمانينات بدعم تحالف جهادي . وان كثير من القراء ربما لا يتذكرون ماذا حصل ابان فترة المستشار القومي الاميركي بريجنسكي فنذكرهم .ففي وقت مبكر من عام 1980، قررت إدارة جيمي كارتر تدشين العملية سايكلون “الإعصار”، وهي برنامج لتدريب وتسليح المجاهدين الأفغان من خلال التعاون مع المخابرات الباكستانية وبالاستعانة بجهود التمويل والحشد السعودي. وسرعان ما بدأ بريجنسكي جولات الدبلوماسية المكوكية من ذات المكان الذي تلقى فيه مسبحته الشهيرة، في القاهرة، وهناك التقى مع الرئيس المصري أنور السادات، حيث نجح في إقناعه بحصول المجاهدين على الأسلحة السوفيتية القديمة المكدسة في المخازن المصرية، وسرعان ما أمر السادات بتخصيص مطار قنا العسكري ليكون مقرا لشحن الأسلحة إلى باكستان، كما تم تخصيص ميناء بورسعيد بدوره للاستخدام كقاعدة لتخزين ونقل الأسلحة إلى كراتشي. وفي اليوم التالي للقائه مع السادات في القاهرة، استقل بريجنسكي طائرته إلى غزة، حيث التقى بولي العهد السعودي وقتها الأمير “فهد بن عبد العزيز” وشقيقه وزير الدفاع الأمير “سلطان بن عبد العزيز”، وأتى لقاؤهم لتأمين دور سعودي هو الأكثر أهمية في العملية.وكان هذا الشق الاول وتبعه فيما بعد بفترة زمنية الشق الثاني بتمويل سعودي ودعم وتدريب اميركي وهو تجميع المجاهدين العرب من جميع الدول وشحنهم الى افغانستان لقتال الاتحاد السوفيتي ” روسيا”.ويبدو استهوت هذه الفكرة وهذا المشروع الادارة الاميركية الصهيونية فبعثت المستشار الاميركي جيك سوليفان الى الرياض ليضع اللمسات الاخيرة لتحالف بالضد من الحوثيين لان واشنطن تيقنت ان تورطت هي بنفسها في اليمن سوف تغرق، وان احتمالية تدخل روسيا في اليمن امر وارد بدعوة من الحوثيين، ناهيك انها اي واشنطن سوف تجد نفسها بمواجهة طهران وجه لوجه !
الخلاصة :
١-ننصح القيادة العراقية المباشرة فوراً بوضع الخطط والخطط البديلة لمنع العراق من التورط في هذا المخطط الخطير. وكذلك بعدم السماح ان تكون ارضه منطلقاً لبعض الجماعات العراقية العقائدية ضد السعودية والكويت و دول الخليج بحجة مناصرة الحوثيين. لأن العراق بشكل عام والبيئة الشيعية في العراق لا تتحمل هكذا فوضى لاسيما وانها لخدمة اجندات اميركية واسرائيلية بالدرجة الاولى !
٢-وعلى العراق وضع الخطط العاجلة والتعبئة الاستخبارية فوراً لمنع ان يكون العراق ممراً لتنظيمات القاعدة وداعش والنصرة وغيرها التي سوف تنتقل من سوريا والعراق نحو السعودية ثم نحو اليمن لمقاتلة الحوثيين . وكذلك الحذر من تحويل العراق الى ساحة معركة ارهابية من جديد !.