وقعة الأبواء: أول مواجهة بين المسلمين والمشركين
وقعة الأبواء أو غزوة ودان هي أولى المعارك التي خاضها محمد رسول الإسلام، وكانت في شهر صفر سنة 2هـ/ 623 م. في ودّان. وهي من أهم الأحداث التي شكلت تاريخ الإسلام والعلاقات بين المسلمين والمشركين في مكة.
أسباب وقعة الأبواء
كانت وقعة الأبواء نتيجة للصراع بين المسلمين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، والمشركين الذين ظلموهم واضطهدوهم وحرموهم من أموالهم وأراضيهم. وكان المسلمون يرغبون في الانتقام من المشركين والحصول على غنائم من قوافلهم التجارية التي تمر بالقرب من المدينة.
وفي شهر صفر سنة 2هـ/ 623 م.، بعث محمد رسول الله بعثة من 70 رجلاً بقيادة عبيدة بن الحارث لمراقبة قافلة تجارية لقريش تقودها أبو سفيان بن حرب. ولكن لم يتمكنوا من الوصول إلى القافلة قبل أن تدخل مكة. وعندما عادوا إلى المدينة، سمعوا أن قريش تجهز جيشاً من 200 رجل لمهاجمة المسلمين. فأرسل محمد رسول الله بعثة أخرى من 300 رجلاً بقيادة حمزة بن عبد المطلب لمواجهة الجيش القرشي.
مجريات وقعة الأبواء
توجه حمزة بن عبد المطلب ورجاله إلى موقع يسمى الأبواء، وهو بين مكة والمدينة، حيث كان الجيش القرشي ينتظرهم. ولكن عندما اقتربوا من بعضهم البعض، تدخل ماجد بن عمرو الجهني، وهو رجل من قبيلة جهينة التي كانت حليفة لقريش وللمسلمين، وحاول التوسط بين الطرفين ومنع القتال. ونجح في ذلك، فلم يحدث أي اشتباك بين الجيشين، وانسحب كل منهما إلى مكانه.
وقد سميت هذه الوقعة بغزوة ودان، نسبة إلى وادي ودان الذي كان قريباً من موقع الوقعة. كما كانت هذه الوقعة أول مواجهة بين المسلمين والمشركين، وأول ظهور للراية الإسلامية، وهي راية بيضاء كان يحملها مصعب بن عمير. كما أظهرت هذه الوقعة قوة وشجاعة المسلمين، وأنهم لا يخشون المشركين، وأنهم على استعداد للدفاع عن دينهم ونبيهم.
أهمية وقعة الأبواء
كانت بمثابة إعلان للحرب بين المسلمين والمشركين، وبداية لسلسلة من المعارك التي انتهت بفتح مكة وانتصار الإسلام. وقد كانت وقعة الأبواء فرصة للمسلمين لتدريب أنفسهم على الجهاد والقتال، ولتوطيد الروابط بينهم وبين الأنصار، ولإظهار قدرتهم على مواجهة العدو. وقد كانت وقعة الأبواء مصدراً للعبرة والعظة للمشركين، ولتحذيرهم من عاقبة معاداتهم للإسلام ورسوله.