عادات و تقاليد

فانتازيا.. أشهر مهرجانات الأمازيغ في المغرب

أسماء صبحي 

قبل الغزو العربي في القرن السابع، كان الأمازيغ إما مسيحيين أو يهودًا أو وثنيين. ولكن الآن أصبح الغالبية العظمى من مجتمع البربر هم من المسلمين. وكان من الممكن العثور على عدد كبير من السكان اليهود البربر في المغرب حتى ستينيات القرن العشرين. والآن أصبح عددهم أقل بكثير بعد أن انخفضت أعدادهم بشكل كبير نتيجة للهجرة. كما هاجر العديد من المسيحيين البربر إلى فرنسا، ولم يتبق سوى عدد قليل منهم في المغرب.

مهرجان فانتازيا

إنه أحد المهرجانات المعروفة ويعرف أيضًا باسم لعبة البارود. عندما كانت المعارك لا تزال تدور على ظهور الخيل، كان البربر فرسانًا ماهرين وكانت مهارتهم بمثابة رصيد قوي في المعركة. واليوم يتم عرض نفس هذه الفروسية كأداء أثناء أو في ختام حفل الزفاف الأمازيغي. كما يؤدونه في الاحتفالات الدينية أو الثقافية. وهناك العديد من مجموعات الفانتازيا في المغرب، والمعروفة أيضًا باسم مجموعات الصرب.

والأداء عبارة عن عرض ملون مبهج لركوب الخيل الخبراء. حيث يرتدي مجموعة من الفرسان الزي التقليدي ويصطفون على خيولهم. ويندفعون للأمام بسرعة كبيرة لمسافة 200 متر تقريبًا قبل إطلاق أسلحتهم القديمة المحملة بالبارود في الهواء، في انسجام تام. مما يؤدي إلى إنشاء صوت واحد متزامن بشكل فعال، وهنا تكمن المهارة.

ولا يتعين على الدراجين إبقاء خيولهم في خط مستقيم أثناء التقدم للأمام فحسب. بل يتعين عليهم أيضًا إطلاق رصاصة واحدة في نفس اللحظة تمامًا مثل زملائهم الدراجين.

وتعرف الخيول باسم خيول فانتازيا، ويعد الأداء بمثابة شهادة على العلاقة بين الإنسان وحصانه. ولعبة البارود مستوحاة من استراتيجية زمن الحرب التي استخدمها المحاربون البربر أثناء هجومهم على أعدائهم في الصحراء. وتعتبر اليوم شكلاً من أشكال الفنون القتالية والثقافية، وهناك بعض المطاعم في المغرب تقدم فانتازيا رايدرز كجزء من العشاء الترفيهي.

مهرجان خطوبة إيميلشيل

هو عيد راقص مليء بالموسيقى ومزين بالملابس التقليدية الملونة. ويتم الاحتفال به لتذكر أسطورة عاشقين منعا من الزواج لأنهما ينتميان إلى عائلات من قبائل مختلفة. حيث كانت القواعد الاجتماعية الصارمة المحافظة تعني عدم تمكن الرجال والنساء من القبائل المختلفة من الزواج.

وتحكي الأسطورة قصة شاب وامرأة من قبائل مختلفة التقيا ذات يوم وكان الانجذاب فوريًا. لكن حبهم كان ممنوعا وفي حزنهم بكوا أنفسهم حتى الموت. وأنتجت دموعهم بحيرتين اسمه إيسلي واسمها تيسليت.

وأذهلت وفاتهم وأحزنت العائلتين، ومنذ ذلك الحين، قررت العائلات تخصيص يوم واحد في السنة. يجتمع فيه الشباب والشابات من مختلف القبائل ويتزوجون بعضهم البعض.

ويرتدي الرجال والنساء أفضل ملابسهم، حيث يرتدي الرجال ملابس بيضاء مع خناجر كبيرة لامعة معلقة على جوانبهم لإظهار ثرائهم. وتزين النساء أنفسهن بالجواهر ويرتدين أفضل فساتينهن لتعزيز جمالهن.والنساء هن من يخترن في هذا اليوم ويقف الرجال معروضين بينما تبحث النساء عن توأم روحهن.

وبمجرد أن تقوم المرأة باختيارها، فإنها ستأخذ بيد رجلها وتمشي معه. وسوف يتحدثون و”يتفاوضون” وإذا كانوا راضين عن الترتيبات التي قرروها. فسوف يسيرون إلى عائلاتهم لتقديم شريكهم الجديد. ثم يذهب إلى خيمة الكاتب حيث سيتم إعلانهما زوجًا وزوجة. ويمتد المهرجان على مدار 3 أيام مما يتيح للنساء متسعًا من الوقت للاختيار.

ومهرجان الخطوبة ليس مجرد حدث للمطابقة ولكنه أيضًا معرض يتم فيه تداول البضائع وتسوية النزاعات على الأراضي ولقاء الأصدقاء القدامى. وفي اليوم الأخير من المهرجان/المعرض، تقام وليمة رائعة مصحوبة بالطعام والرقص والموسيقى. ويشارك الجميع، حتى أولئك الذين لم يجدوا الشريك المناسب هذه المرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى