قبيلة ترهونة: قصة هجرة واندماج
كتبت: رانيا سمير
تعود قبيلة ترهونة إلى أصول بربرية، وقد استقرت في ليبيا منذ قرون طويلة. وقد هاجر قسم كبير من قبيلة ترهونة إلى مصر في القرن الثامن عشر الميلادي، وذلك لأسباب مختلفة، منها:
- الاضطهاد السياسي: فقد تعرضت القبيلة للاضطهاد السياسي من قبل الحكم العثماني في ليبيا. ما دفع العديد من أفراد القبيلة إلى الهجرة بحثًا عن الأمان.
- البحث عن الأراضي الخصبة والمياه: كانت مصر في ذلك الوقت تتمتع بأراضي خصبة ومياه وفيرة.ما جذب العديد من القبائل العربية إليها بحثًا عن فرص أفضل للعيش.
- التوسع التجاري: كان لتجار القبيلة علاقات تجارية واسعة مع مصر، مما جعلهم على دراية بإمكانيات البلاد الاقتصادية.ما دفعهم إلى الهجرة إليها.
أسباب هجرة قبيلة ترهونة إلى مصر
كما ذكرنا سابقًا، فقد هاجر قسم كبير من قبيلة ترهونة إلى مصر في القرن الثامن عشر الميلادي، وذلك لأسباب مختلفة، منها:
الاضطهاد السياسي
تعرضت قبيلة ترهونة للاضطهاد السياسي من قبل الحكم العثماني في ليبيا. وذلك بسبب معارضتها للحكم العثماني. وقد بلغ هذا الاضطهاد ذروته في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، حيث تم إعدام العديد من أفراد القبيلة، ونفي بعضهم الآخر.
وقد دفع هذا الاضطهاد العديد من أفراد القبيلة إلى الهجرة بحثًا عن الأمان، حيث اختاروا مصر كوجهة لهم بسبب قربها من ليبيا، وتمتعها بحكم مستقل نسبيًا.
البحث عن الأراضي الخصبة والمياه
كانت مصر في ذلك الوقت تتمتع بأراضي خصبة ومياه وفيرة، مما جعلها وجهة جذابة للهجرة. وقد كانت القبيلة من القبائل العربية التي اعتادت على الزراعة والرعي، وكانوا يبحثون عن أرض خصبة ومياه وفيرة لممارسة الزراعة والرعي.
وقد وجد أفراد القبيلة في مصر ما كانوا يبحثون عنه، حيث استقر قسم منهم في منطقة سملوط في محافظة المنيا، وهي منطقة خصبة تتميز بوجود العديد من الأنهار والينابيع.
التوسع التجاري
كان لتجار القبيلة تعلاقات تجارية واسعة مع مصر. حيث كانوا يتاجرون في المنتجات الزراعية والحيوانية. وقد كانت مصر في ذلك الوقت مركزًا تجاريًا مهمًا، مما جعلها وجهة جذابة للتجار العرب.
وقد دفع هذا التوسع التجاري العديد من أفراد القبيلة إلى الهجرة إلى مصر. حيث وجدوا فيها سوقًا مناسبة لتجارتهم.
استقرار قبيلة ترهونة في مصر
استقر قسم كبير من القبيلة في مصر في منطقة سملوط في محافظة المنيا. ثم انتشرت إلى مناطق أخرى، مثل محافظة أسيوط ومحافظة بني سويف. وقد ساهمت القبيلة في تنمية هذه المناطق، ولعبت دورًا مهمًا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر.
وقد برز من قبيلة ترهونة في مصر العديد من الشخصيات البارزة في مختلف المجالات، مثل:
- عبد الله بن أبي زيد المكنى بأبو كريم: كان زعيم القبيلة في مصر، وقد لعب دورًا مهمًا في استقرار القبيلة في البلاد.
- علي بن عبد الله الشريف: كان عالمًا وشاعرًا من القبيلة ، وقد ترك العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية.
- أحمد بن عبد الله الشريف: كان عالمًا ومؤرخًا من القبيلة ، وقد ألف العديد من الكتب التاريخية، منها كتاب “تاريخ ترهونة”.
شكلت هجرة قبيلة ترهونة إلى مصر حدثًا مهمًا في تاريخ القبيلة. حيث ساهمت في استقرار القبيلة في البلاد. ولعبت دورًا مهمًا في تنمية البلاد.