المزيد

قصة متحف جاير أندرسون: كنز من الثقافة الإسلامية في القاهرة

متحف جاير أندرسون هو واحد من أجمل وأهم المتاحف الإسلامية في القاهرة. يقع في بيتين تاريخيين يعودان إلى العصرين المملوكي والعثماني، ويضم مجموعة رائعة من القطع الفنية والأثرية التي تعكس تنوع الثقافة الإسلامية. في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ ومحتويات هذا المتحف الفريد.

تاريخ المتحف

المتحف يتألف من بيتين متصلين بقنطرة، هما بيت محمد بن الحاج سالم الجزار، وبيت آمنة بنت سالم. بنى البيت الأول المعلم عبد القادر الحداد سنة 1540م (947هـ)، وكان يستخدم كسكن للأسر الثرية في القاهرة. اشتهر هذا البيت باسم بيت الكريتلية، نسبة إلى سيدة من جزيرة كريت كانت تسكن فيه. بنى البيت الثاني محمد بن سالم بن جلمام سنة 1631م (1041هـ)، وكان يضم سبيلًا للصدقة والخير. اشتهر هذا البيت باسم بيت آمنة بنت سالم، نسبة إلى آخر من امتلكه من أسرة أصحاب البيت الأول.

في عام 1935م، تقدم ضابط إنجليزي يدعى روبرت جاير أندرسون (1881-1945) بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية للسكن في هذين البيتين، مقابل تأثيثهما على الطراز الإسلامي وعرض مجموعته من المقتنيات التاريخية فيهما. وافقت اللجنة على شرط أن يصبح كل ما فيهما ملكًا للشعب المصري بعد وفاته أو مغادرته لمصر. عاش أندرسون في المتحف حتى عام 1942م، ثم غادر إلى إنجلترا بسبب مشاكل صحية. تبرع أندرسون بكل ما جمعه من قطع فنية وأثرية للدولة المصرية، وأصبح المتحف يحمل اسمه تكريمًا له.

محتويات المتحف

المتحف يضم أكثر من 5000 قطعة تشمل مخطوطات وأدوات وأسلحة وأثاث وزخارف وأقمشة وأواني وعملات وأزياء وإكسسوارات تعود لفترات زمنية مختلفة من التاريخ الإسلامي. كما يضم المتحف بعض القطع من حضارات أخرى مثل الفرعونية والرومانية والقبطية والصينية. تظهر هذه القطع مدى انفتاح الثقافة الإسلامية على التأثيرات الخارجية والتنوع الفني والحرفي فيها.

من أبرز القطع المعروضة في المتحف:

  • نموذج لمسجد أحمد بن طولون، مصنوع من الخشب والورق المقوى، يظهر تفاصيل العمارة والزخرفة في المسجد.
  • لوحة تصور معركة قادش بين رمسيس الثاني والحثيين، مرسومة على جلد غزال، تعود للقرن التاسع عشر الميلادي.
  • ساعة فلكية تركية، تعمل بآلية معقدة من الأسلاك والأوزان والعجلات، تظهر حركة الشمس والقمر والكواكب والأبراج.
  • سيف مرصع بالذهب والأحجار الكريمة، ينسب إلى الخليفة المستنصر بالله، صاحب بناء القاهرة البهية في القرن السادس عشر الميلادي.
  • زجاجة صينية من الخزف الأزرق والأبيض، تحمل نقوشًا باللغة العربية، تعود للقرن التاسع عشر الميلادي.
  • قطعة من شجرة البوذا، التي يُعتقد أنها نبتت من بذور أحضرها أندرسون من سيريلانكا، وتُعد مقدسة لدى البوذيين.

 

متحف جاير أندرسون هو مكان يستحق الزيارة لمن يهتم بالتاريخ والفن والثقافة. يوفر المتحف فرصة للاطلاع على جوانب مختلفة من حضارة الإسلام وتأثيراتها وتأثرها بالحضارات الأخرى. كما يوفر المتحف فرصة للاستمتاع بجمال وروعة البيتين التاريخيين التي يقع فيهما. يمكن زيارة المتحف يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، ما عدا يوم الجمعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى