احمدالشريف يكتب:باعتراف قادته .. الكيان الصهيوني يتعـرض لأسوأ هزيمة في تاريخه
احمدالشريف يكتب:باعتراف قادته .. الكيان الصهيوني يتعـرض لأسوأ هزيمة في تاريخه
الفارق بين سبت 6 أكتوبر عام 1973م وسبت 7 أكتوبر عام 2023م خمسون عاما ويوما واحدا لكن ما جرى في هذين اليومين رغم تباعدهما لم يشكل مفاجأة وصدمة عنيفة للكيان الصهيوني فحسب
وإنما شكل ضربة مؤلمة لكل تلك الدول الداعمة لهذا الكيان الغاصب لأرض فلسطين وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا ومن يدور في فلكهما وإن كان القادة الصهاينة يؤكدون في تصريحاتهم بأن ما حدث لكيانهم من قبل المقاومة الفلسطينية ممثلا في عملية طوفان الأقصى التي بدأت يوم 7 أكتوبر الجاري هو أسوء ما تعرضوا له منذ تأسيس كيانهم الغاصب عام 1948م ولم يستوعبوه بعد حتى اللحظة، ولذلك فقد استنفر القادة الصهاينة كل داعميهم بالعويل والصراخ من الدول الغربية للوقوف إلى جانبهم محذرين من سقوط الأراضي المحتلة في أيدي أهلها الحقيقيين من أبناء فلسطين الجريحة والمظلومة عربيا وإسلاميا، وعندما نستذكر نصر 6 أكتوبر عام 1973م وكيف استطاع الجيش المصري البطل عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الشهير في الضفة الشرقية بل وإنهاء أسطورة الجيش الذي لا يقهر خلال ست ساعات وكاد خلال الأيام الأولى لحرب أكتوبر أن يصل إلى المضايق في سيناء لولا التآمر والالتفاف الذي تم لإيقاف تقدم الجيش المصري من قبل الرئيس أنور السادات نفسه ووزير دفاعه المشير احمد إسماعيل تلبية لرغبة هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا آنذاك حيث تم بموافقتهما السماح للقائد الصهيوني الجنرال شارون العبور بقواته عبر ثغرة الدفرسوار إلى الضفة الغربية للقناة لمحاصرة الجيشين الثاني والثالث المصريين ووصوله إلى الكيلو 101 من القاهرة التي نصبت فيها خيمة التفاوض وهو ما أضطر الرئيس أنور السادات أن يعلن إيقاف إطلاق النار من جانب واحد بحجة أنه أصبح يحارب أمريكا وليس إسرائيل وأقال القادة المعترضين على قراراته بمن فيهم بطل العبور رئيس هيئة الأركان اللواء سعد الدين الشاذلي وبذلك نجت إسرائيل من هزيمة محققة كانت ستلحق بها وتقود إلى تحرير شبه جزيرة سيناء بالكامل وهذا ما لم تفعله المقاومة الفلسطينية التي أحدثت من خلال عملية طوفان الأقصى زلزالا داخل الكيان الصهيوني ومرغت أنف جيشه في التراب وكشفت حقيقته المزيفة للعالم أجمع ورغم التدخل الأمريكي المباشر وتقديم الدعم العسكري السريع لهذا الكيان المهزوز وإرسال حاملة الطائرات بهدف حماية إسرائيل بالإضافة إلى إرسال بوارج حربية بريطانية لنفس الغرض فإن المقاومة استمرت في عملياتها العسكرية ولم توقف إطلاق النار أو إطلاق الصواريخ خوفا من أمريكا كما فعل أنور السادات ووزير دفاعه رغم الفارق الكبير بين إمكانيات الجيش المصري وما تمتلكه المقاومة من إمكانيات محدودة جدا مقارنة بتسليح الجيش المصري الذي لو توافرت له إرادة قيادته السياسية والعسكرية للاستمرار في مواصلة الحرب ضد الجيش الصهيوني لأستطاع أن يحرر ليس شبه جزيرة سيناء فحسب وإنما كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967م والتي كانت قبل هذه الحرب أصلا محررة وأمانة لدى مصر والأردن فتم التفريط فيها وتسليمها للكيان الصهيوني دون مقاومة، فقطاع غزة كانت تديره مصر والضفة الغربية والقدس الشرقية بما فيها المسجد الأقصى كانت تديرها الأردن ولكن الدولتان تخلتا عن واجبهما لاستردادهما وتحريرهما من سيطرة الكيان الصهيوني، وهاهما الدولتان اليوم مع الأسف الشديد بدلا من أن تقدما الدعم للمقاومة الفلسطينية والوقوف إلى جانبها خاصة بعد أن قام طيران الكيان الصهيوني بتدمير أحياء كاملة في غزة هاشم التي تستغيث ولكن ما من مجيب وارتكب مجازر مهولة وإبادة جماعية في حق السكان لاسيما بين النساء والشيوخ والأطفال إحداهما وهي الأردن تسمح بانطلاق الطائرات الأمريكية من قاعدتها العسكرية بالأردن لتزويد الكيان الصهيوني بالمعدات العسكرية والذخائر لمواصلة الحرب ضد الفلسطينيين والأخرى وهي مصر تصدر بيانات تطالب فيها بخفض التصعيد وكذلك هو موقف الجامعة العربية وكأن ما يجري في غزة من تدمير وقتل للسكان المدنيين لا يعنيهم من قريب أو بعيد، أما مشيخة الإمارات فقد أعلنت في بيان لها دون حياء أو خجل تحميل المسؤولية للمقاومة الفلسطينية وأنها هي من أعتدت على إسرائيل وأيضا موقف السعودية التي تناور به لا يقل في مضمونه عن موقف مشيخة الإمارات المخزي وإن اختلف في ظاهره من حيث الألفاظ الخادعة.
إنها مفارقة عجيبة وتستحق الوقوف عندها طويلا أن نسمع ونشاهد دولا غير عربية أو إسلامية تتضامن مع حق الفلسطينيين في تحرير أرضهم من الاحتلال الصهيوني وإنشاء دولتهم المستقلة بل وبعضها مثل كوريا الشمالية هددت بالتدخل عسكريا إلى جانب المقاومة الفلسطينية في حال تدخلت أمريكا عسكريا إلى جانب إسرائيل بينما الدول العربية والإسلامية باستثناء دول محور المقاومة لا تعير ما يجري في فلسطين من مقاومة للاحتلال أي اهتمام وهو موقف غريب وعجيب فعلا وإن كانت هذه المواقف المتخاذلة التي يتبناها حكامها لا تعبر عن إرادة الشعوب التي خرجت إلى الميادين والشوارع للتضامن مع حق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة وبناء دولته التي طالما أنتظرها طويلا ولكن الحكام العرب خذلوه ووقفوا ضد إرادته وانحازوا إلى جانب المحتل الصهيوني الذي أصبحوا اليوم يتسابقون للتطبيع معه على حساب القضية الفلسطينية وتضييعها بل وتصفيتها وهذا ما لم تسمح به الشعوب العربية حتى لو كانت مقيدة بالأغلال من قبل حكامها فسوف تنتفض وتفك هذه الأغلال وتفرض إرادتها الحرة ليعود الحق إلى نصابه.