«رأس محمد» محمية عُمرها ملايين السنوات.. و عُمر حفرياتها آلاف السنوات
سيناء – تقرير يكتبه: حاتم عبد الهادي السيد
تُعد محمية «رأس محمد» من أجمل المحميات الطبيعية في العالم، كما أنها تضم جزيرتي تيران وصنافير، بحسب قانون المحميات، وهي من أشهر الأماكن لسياحة الغوص في العالم، إذ تتمتع بأهمية كبيرة كمنطقة سياحية وكموقع للغطس وكحديقة وطنية، تقع المحمية على رأس خليجي العقبة والسويس عند إلتقائهما في جنوب سيناء.
وتتميز محمية رأس محمد بشهرة عالية باعتبارها من أجمل مناطق الغوص في العالم لوجود حفريات بها تتراوح أعمارها ما بين 75 ألف سنة و20 مليون سنة، إضافة إلى ثرائها بالشعاب المرجانية والأحياء البرية، كما تعد منطقة سياحية هامة فيها منطقة شاطئية تصلح للسياحة ومنطقة أشجار المانجروف للبحوث العلمية ومنطقة البحيرة المسحورة التي تعتمد على حركة المد والجزر ومنطقة الزلازل القديمة، وبها نقاط لمشاهدة الشعاب المرجانية والطيور ومناطق الحفريات القديمة.
في نفس الوقت صُنفت المحمية كحديقة وطنية نظراً لما تضمه من مساحات أرضية واسعة ومنطقة مائية تحوي نماذج متنوعة من البيئات الطبيعية والمناظر ذات القيمة الجمالية، بالإضافة إلى تجمعات حيوانية ونباتية وتكوينات جيولوجية متباينة، حيث تخدم هذه الحديقة عدة أغراض علمية وتعليمية وسياحية وترفيهية، كما تخدم صيانة التنوع الطبيعي فيها من خلال الحماية والإدارة السليمة. ويتم تحديد مناطق في تلك الحديقة وممرات خاصة لكل غرض من أغراضها.
الحياة البحرية: تشتمل محمية رأس محمد على نحو 150 نوعاً من الحيوانات المرجانية، والمرجان كائن حي يبني لنفسه هيكلاً صلباً ويعيش في وسط مائي دافيء درجة حرارته 20 درجة مئوية، ويوفر الحياة لأعداد هائلة من الحيوانات والنباتات المشتركة معه في المياه وتعيش جميعا في توازن دقيق.
ولأن الشعاب المرجانية تجذب لها وتأوي أعداداً هائلة من الأسماك مما يعطيها أهمية كبيرة كمناطق صيد أسماك إضافة إلى قيمتها الجمالية لعشاق الغوص.
وتضم مياه محمية رأس محمد نحو 1000 نوع من الأسماك، كثير منها ليس له أي موطن آخر غير مياه البحر الأحمر الذي كان منعزلاً تماماً كبحيرة قبل نحو 500 ألف سنة كما يقول العلماء. وتوجد أنواع من الجمبري تستوطن الشقوق الموجودة في وسط المحمية في منطقة الزلازل، كما توجد في المحمية أسماك الملاس، والكشر والنهاش والعبية والفراشة والببغاء، وهي أسماك تعيش وتتوالد في الشعاب أو في حشائش قاع البحر التي تجاورها.
أما الأنواع الأخري مثل القرش والتونة والباراكودا فتأتي إلى الشعاب للطعام وأحياناً للتوالد، كما توجد وتتوالد في المحمية أنواع من السلاحف البحرية ( الترسة) مثل سلحفاة منقار الصقور والسلحفاة الخضراء، والسلحفاة جلدية الظهر.
كما تشمل الحياة علي اليابسة عدداً كبيراً من الحشرات والزواحف، ومن الثدييات حيث يشاهد ثعلب الصحراء، الفنك ، الوعل ، الأرنب الجبلي ، الغزال ، الضبع ، الوبر ، الماعز الجبلي ، وبعض أنواع القوارض وكذلك الجوارح مثل الباز والحدأة والصقر الحوام، كما يأوي إليها طائر العقاب النساري.
الكساء النباتي: تضم المحمية أشجار المانجروف وإن كانت بكميات أقل مما هي في محمية نبق.
إنها سيناء إبنة التاريخ، وصانعة الأبجدية السينائية، وحاضرة العالم السياحية والثقافية والعلاجية كذلك.