كيف حافظت قبائل زيان على هويتها الأمازيغية وثقافتها الغنية؟

دعاء حيل
قبائل زيان هي مجموعة من القبائل الأمازيغية التي تعيش في شمال المغرب، وتتميز بتاريخها العريق وثقافتها الغنية. في هذا المقال، سأحاول تسليط الضوء على بعض جوانب هذه القبائل ودورها في المجتمع المغربي.
أصل قبائل زيان
لا يزال أصل قبائل زيان محل جدل بين الباحثين والمؤرخين، فبعضهم يرى أنهم من أصول بربرية قديمة، وبعضهم يرى أنهم من أصول عربية أو مختلطة. ما يؤكد الفرضية البربرية هو اسمهم الأمازيغي “إيزايان”، والذي يعني “أهل الظل”، وذلك لأنهم كانوا يسكنون في مناطق غابية تحت ظلال الأرز والصنوبر. كما يشير إلى ذلك لغتهم الأمازيغية التي يتحدثون بها إلى يومنا هذا.
تاريخ قبائل زيان
قبائل زيان لها تاريخ حافل بالمقاومة والجهاد في سبيل الدفاع عن أرضهم ودينهم. ففي العصور الوسطى، كانوا يشكلون جزءًا من اتحاد قبائل آيت أومالو، والذي كان يحارب الدولة المرابطية والدولة الموحدية. كما شاركوا في مقاومة الغزو البرتغالي والإسباني في القرن السادس عشر.
في العصر الحديث، كان لقبائل زيان دور بارز في مقاومة الاستعمار الفرنسي، فقد خاضوا عدة معارك ضد الجيش الفرنسي، أشهرها معركة الهري التي حدثت في عام 1914، والتي قادها المجاهد موحى وحمو الزياني، والذي استشهد فيها بعد أن قاتل بشجاعة.
ثقافتها
قبائل زيان تتمتع بثقافة متنوعة وغنية، تظهر في عاداتهم وتقاليدهم وفنونهم. فهم يحافظون على هويتهم الأمازيغية من خلال لغتهم وزيهم التقليدي وأسمائهم. كما يحتفلون بعدة مناسبات دينية واجتماعية، مثل عيد المولد النبوي وعروسة الماء وأحلاف المجامير.
فن قبائل زيان يتجلى في الموسيقى والشعر والرقص والفروسية. فهم يشتهرون بفن “أحِّضُّور”، والذي هو عبارة عن موسيقى تعتمد على الطبلة والناي والغناء الجماعي. كما يشتهرون بفن “التريدة”، والذي هو عبارة عن رقصة تقوم بها النساء بحركات متناغمة وأزياء ملونة. كما يشتهرون بفن “الفانتازيا”، والذي هو عبارة عن عرض للفروسية يقوم به الرجال بارتداء الجلابة وحمل البنادق.
قبائل زيان هي قبائل تحمل في ثناياها تاريخًا عظيمًا وثقافة فريدة. هم قبائل أصيلة وشجاعة وفخورة بأصولهم وهويتهم. هم قبائل تستحق الاحترام والتقدير.