في ذكرى رحيل فنان الشعب.. من هي جليلة أم الركب معشوقة سيد درويش؟
أميرة جادو
يصادف اليوم ذكرى رحيل فنان الشعب “سيد درويش”، والذى رحل عن عالمنا في 10 سبتمبر 1923م، في ريعان شبابه تاركًا إرثًا فنيًا مازال يعيش معنا حتى الآن، وبالحديث عن الشيخ “سيد”، يجب ذكر جليلة أم الركب، التي ألهمت الفنان سيد درويش ألحانًا وأغنيات خالدة، مثلت فتحًا جديدًا في بوابة الموسيقى الشرقية كي تدخلها ريح الغرب. وبموهبته الفذة، مزج “النقيضين”، فأنتج لنا موسيقى هي الأروع والأخلد في تراثنا كله.
الشيخ سيد وجليلة أم الركب
فعند ذكر اسم “جليلة”، فسيذهب ذهنك فوراً إلى الجميلة هند رستم التي لعبت هذا الدور في فيلم سيد درويش أمام كرم مطاوع. لكن الحقيقة أن الست جليلة التي عذبت هذه العبقرية الخالدة كانت كتلة ضخمة من اللحم والشحم، عريضة الصدر، مدكوكة العنق. ومع ذلك فنحن مدينون لها بهذا العطاء العبقري لفنان الشعب.
حب من طرف واحد
والجدير بالإشارة أن قصه الغرام بدأت عندما تعرف عليها الشيخ سيد في حفلة زفاف كان يحييها، وكان قد أنهى للتو وصلة أولى من أغنياته. حين سمع ضحكة مجلجلة، وحين التقت عيناه بعينيها اشتعلت شرارة الحب من أول نظرة. وفورا أمسك بالعود وارتجل واحدة من روائعه الخالدة، طقطوقة “خفيف الروح”.
ولم يكن يعلم الشيخ سيد حينها، أن حبه لجليلة كان من طرف واحد، فقد كانت صاحبته لعوبا. غانية اعتادت أن تتلاعب بقلوب الرجال ومشاعرهم، فإذا اطمأنت إلى انقيادهم لها ووقوعهم تحت تأثيرها، لم تتوان عن ابتزازهم. فإذا حصلت من معشوقها الغافل على ما تريد، تركته إلى آخر لتواصل معه اللعبة ذاتها.
وبسبب مقدرتها الفذة تلك، منحها أصحابها من الغواني لقب قاهرة الرجال. أما أهلها والمقربون منها فقد عرفوها باسم جليلة وابور الجاز.
هام بها الشيخ سيد حبا، وأثمر هذا الحب عددا من الألحان الخالدة بينها “أنا هويت وانتهيت” و”على قد الليل ما يطول”. و”ضيعت مستقبل حياتى”، وحين ساقت عليه الدلال غنـَى “زورونى كل سنة مرة”، وظل حب جليلة هو غرامه الأوحد.