تاريخ ومزارات

عمود بومبى.. النصب التذكاري الروماني وأشهر معالم الإسكندرية القديمة 

أسماء صبحي

إذا كنت من سكان مدينة الإسكندرية الساحرة أو حتى من زائريها، فربما تكون قد مررت في يوم ما بهذا النصب التذكاري الذي اتخذه بنك الاسكندرية شعاراً له. إنه عمود بومبى ذلك النصب التذكاري الروماني الذي يعد من أشهر معالم الإسكندرية القديمة وهو أيضاً أعلى نصب تذكاري في العالم.

إنشاء عمود بومبى

أقيم فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم مدافن العمود وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية. ولم يتم تحديد تاريخ إنشاء هذا العمود على وجه الدقة لكنه يعود للعصر الروماني. وصنع من حجر الجرانيت الأحمر، وهو عبارة عن قطعة واحدة طولها حوالي 20م، وارتفاعها الكُلي يبلغ حوالي 26.85م تقريباً.

ويوجد في الجـانب الغربي من العامود قاعدتان يمكن الوصول إليهما بسلم تحت الأرض. كما يوجد شمال العمود تمثالان لأبي الهول من الجرانيت يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس. ويوجد غرب العامود ثلاثة تماثيل أخرى وهو من تصمبم اليوناني “بار مينسكوس”.

تم تقطيع أحجاره من محاجر الجرانيت بأسوان، ثم تم نقله عن طريق النيل. ثم حُمل في الترعة التي تمد الإسكندرية بالماء العذب، ومن الترعة وُضع في مكانه الموجود حاليًّا.

أسماء العمود

كان عامود السواري يتوسط رواقاً يضم 400 عامود قذف ببعضها في البحر حاكم الإسكندرية “أسد الدين قراجا” في عهد السلطان “صلاح الدين الأيوبي” عام 1167م ليزيد من تحصينات المدينة. وعثرت البعثة الفرنسية للآثار الغارقة في عام 1997م في الميناء الشرقي على الكثير من القطع التي تنتمي إلى هذه الأعمدة. وتعددت أسماء العمود على مر الازمنه المختلفة ومنها :

عمود بومبى، حيث أن بعض الأوروبيين ظنوا أن رأس “بومبي”، القائد الروماني الذي فر إلى مصر من “يوليوس قيصر” وهرب إلي مصر فراراً من يوليوس قيصر وقتل هناك قد وضعت في جرة جنائزية ثمينة ووضعت فوق تاج العمود.

وأطلق عليه فى العصر البيزنظى مسُمي عمود “ثيودسيان”، أما عن تسميته بعمود السواري فترجع إلى العصر العربي، ويحتمل أن هذه التسمية نتيجة ارتفاع هذا العمود الشاهق. وتم تحريف الصاد ليصبح حرف سين لذلك أُطلق عليه “ساري السواري”، وفيما بعد حرفت إلى “عمود السواري”.

أقيم في القرن الثالث الميلادي تخليداً للإمبراطور الروماني دقلديانوس الذي نجح في إخماد الثورة التي قام بها القائد الروماني “لوكيوس دوميتيانوس” الملقب في الإسكندرية. الذى دخل الاسكندرية بعد أن حاصرها ثمانية أشهر، وكان نتيجة ذلك أن ساد النهب بالمدينة، وتم تخريب جزء كبير منها.

وبعد سقوط الإسكندرية، أرجع الإمبراطور “دقلديانوس” إليها جزية القمح، كما أصلح من نظام إدارتها. مما جعل الناس يتحدثون عن فضله على المدينة، فأُقيم هذا العمود تخليداً لذكراه وتعبيراً عن شكر السكندريين له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى