أهم الاخبارقبائل و عائلات
قبيلة الإحيوات في مصر.. تعرف على حديث الرحالة الأجانب عن اللحيوات «الجزء الثالث»
كتب: حاتم عبدالهادى السيد
تواصل «صوت القبائل العربية والعائلات المصرية» متابعتها لقبيلة الإحيوات في مصر، وقد نشرت قبل ساعات الجزء الأول الذي اهتم بذكر نسب القبيلة وهجرتها، والجزء الثاني الذي اهتم بذكر أماكنها وما قال عنها المؤرخون العرب والأجانب واليوم هو الجزء الثالث الذي يهتم بذكر سبب تسميتها وما قاله الرحالة الأجانب عن هذه القبيلة.. وإلى التقرير..
سبب تسمية الإحيوات المساعيد
وعن سبب تسمية الإحيوات المساعيد بهذا الإسم يذكر الباحثان / أشرف العنانى؛ وأ/ راشد حمدان الإحيوى – عن نعوم شفير وغيره – : إن جماعة من الإحيوات فرّت من الحرب الطاحنة التي دارت بين قبيلة المساعيد وبين قبيلة بني جرم في فلسطين؛ ثمّ عادت هذه الفرقة إلى البدع ؛ ولقد اكد ذلك شقير حين قال : تفرق المساعيد إلى ثلاثة فرق : فرقةٌ ذهبت جنوباً بشرقٍ فسكنت وادي اللِّيف في البدع من أعمال الحجاز على نحو خمسين ميلاً من العقبة وتخلّف من هذه الفرقة قومٌ في وادي الجرافي ففرغ زادهم فأخذوا يقتاتون بنبت الحُوّيّ فسُمّوا الإحيوات وكبيرهم إذ ذاك سعد صادق الوعد؛ وكان تخلفهم بسبب وفاة معلّى المسعودي هناك وهكذا نشأ مُسمّى الأحيوات وأنجب معلّى الأمير سليمان المنطار جدّ أمراء المساعيد في فلسطين وعلي الذي أنجب سعد صادق الوعد وهو وأبناء عمومته الذين تخلّفوا في الجرافي وأكلوا الحِوّي أجداد الأحيوات ؛ كما اختلطت تسميات المساعيد في القرن العاشر للهجرةح فهم يلقبون بإسم الإحيوات تارةً؛ وباسم المساعيد تارة أخرى؛ كما كانت ديارهم في نواحي العقبة إلى شرفة بني عطيّة على نحو 80 جنوب شرق العقبة ؛ وفى ذلك يقول المؤرخ الجزيري:الإحيوات منهم أولاد أبوسنينة أصحاب درك الدلالة على المياه والأحطاب من عقبة أيلة إلى شرفة بني عطيّة ولهم مُقرّر قديم من الخزائن السلطانيّة عشرة دنانير. كما ذكرهم ” بيركهارت” في رحلته عام 1812ميقول : “وعرب الإحيوات يُلقّبون أنفسهم بأسياد العقبة والنِخِل ؛ ويبتزّون سنويّاً من الباشا مبالغ معيّنة للسماح له بإشغالها.
الكاتب الفرنسي جوزيف ماري جوسان (انطون جوسان) 1902-1906م:
كما تحدث عن الإحيوات الكاتب الفرنسي جوزيف ماري جوسان ( انطون جوسان ) أحد أهم الرحالة الذين جالوا في منطقة جنوبي بلاد الشام وسيناء بين أعوام : 1902 ــ1906م ؛وقد سجل مشاهداته في هذه المنطقة في كتابه : ” العادات العربية في بلاد مؤاب” يقول : يمتلك اللحيوات 600 جمل للغزو ؛ وهم يحتفلون بحملاتهم العسكرية وقطع الطرق . وتمتد أراضيهم من نخل إلى العقبة وتسمح كذلك بتسهيل الغارات عبر الحدود إلى العربة ؛وهم يتألفون من عدة فصائل والتي تعترف جميعها على الأقل في علاقاتهم مع الحكومة بسلطة علي سليمان نجم ؛ حبث يمتلك ” القصار ” وقائدهم علي سليمان نجم 100 جملا؛ و المطور وقائدهم يوسف بن صبح150 جملاً؛كما يمتلك الحمدات وقائدهم مسمح الكبيش150 جملا, الغراقين وقائدهم عليان بن فراج60 جملا؛ الخواطرة وقائدهم سليمان الخليفي 80 جملاً, الخناطلة وقائدهم ضيف الله سالم 60 جملاً,الصفايحة وقائدهم سلام سلمان 120 جملا.
الرحالة السويسري جون لويس بيركهارت(القرن الـ19)
وتعتبر نصوص الرحالة السويسري جون لويس بيركهارت عن قبائل سيناء وجوارها من النصوص الهامّة في معرفة أوضاع القبائل وأحوالها في القرن التاسع عشر وفيما يلي نصوصه المعتلّقة بقبيلتي الأحيوات وإخوانهم المساعيد : قال بيركهارت في ذكر سعيه للسفر إلى العقبة من طور سيناء : ” حميد بن زهير ……. أخبرني بأنه لا يعرف الطريق إلى العقبة إلا أن أحد أعمامه يعرفها جيدا وعلى صداقة متينة مع عرب الأحيوات “؛ وأضاف: ” نحن الآن في طابا في منطقة عرب الإحيوات ذوي السمعة السيئة وهم على جانب كبير من الشراسة وسوء الطباع ومع أننا لم نقابل أحدا طوال الطريق إلا أننا شاهدنا الكثير من آثار الأقدام في وادي طابا وفي وادي مزيريق والتي تدل على أن أناسا عبروا الطريق قبلنا بوقت وجيز. كما قال في ذكرقبيلتى: العلاوين والعمران : إنهم حلفاء لبدو الأحيوات وجميعهم مستقلون عن حكومة باشا مصر وعلينا إذا أردنا بلوغ العقبة أن نمر بمضاربهم ” كما قال : ” ولو أني كنت أحمل فرمانا من محمد علي باشا للجأت إلى شيخ الطورة عندئذ سيرسل خلف بعض العمران أو الأحيوات ويرسلني لصحبتهم أو تحت حمايتهم إلى العقبة “.
وعن الإحيوات بقول بركهارت : ” وتأتي قوافل هذه القبائل للقاهرة سنويا لشراء القمح وهم مستقلون عن باشا مصر ويبرهنون على إستقلالهم بنهب قوافل الحجاج المارة بهم وأهم تعاملهم مع مدينة الخليل فيبيعون منها ويشترون ” وقال : ” ويسكن سيناء علاوة على الطورة ثلاثة قبائل أخرى وهي الأحيوات الذين يسكنون بالقرب من العقبة والتياهة والترابين .
وثائق ومخطوطات دير سانت كاترين في طور سيناء عن الإحيوات:
كما ذكر في معرض حديثه في ذكر إحدى وثائق دير سانت كاترين في طور سيناء : ” وفي إحدى هذه المخطوطات المكتوبة في القرن الماضي رأيت قائمة بأسماء غفراء الدير والذين هم ليسوا من الطورة بل من الإحيوات والسيايحة : وهي قبائل صغيرة تسكن شرق العقبة .؛ العمران والحكوك والمساعيد؛ وجميع هؤلاء كانوا يتقاضون بعض المال والملابس مقابل حراستهم لأملاك وبضائع الدير وإعادة المسلوب منها ” .
وينهى بركهارت حديثه عن قبيلة الإحيوات ؛ يفول : يعتبر عرب الأحيوات والسويدية أنفسهم أسياد هذه المنطقة ويأخذون الأتاوة من محمد علي باشا الذي يدفعها لهم لا خوفا منهم فهو يستطيع قطع دابرهم في دقائق ولكن لمنعهم من الإعتداء على القوافل الصغيرة ” .
وفى النهاية : فإن قبيلة الإحيوات المساعيد هى قبيلة عريقة؛ وهى تعد من أكبر وأعرق قبائل سيناء في الديار المصرية .