تاريخ ومزارات

قصر السكاكيني.. قصة تحفة إيطالية في قلب القاهرة

أسماء صبحي
في عام 1856 جاء إلى مصر شاب سوري يدعى “غابرييل حبيب السكاكيني” الذي ولد في دمشق عام 1841، وتولى وظيفة بشركة قناة السويس ببورسعيد، لفت الشاب نظر الخديوي إسماعيل، حاكم مصر آنذاك، بعدما استطاع حل أزمة انتشار الفئران وما تنقله من أوبئة في منطقة السويس، وذلك عن طريق إرسال طرود قطط جائعة محملة على الجِمال، فقضت على مشكلة انتشار الفئران في منطقة قناة السويس.
 
ومنذ ذلك الحين، اعتمد الخديوي إسماعيل على الشاب السوري وأسند بناء الأوبرا الخديوية له، ونجح بالفعل في الانتهاء من بناء الأوبرا في الوقت المحدد في 17 نوفمبر/1869، وأنعم عليه الخديوي لقب “بيك”، وبعدها أصبح حبيب السكاكيني من كبار المقاولين، وفي مارس 1901 منحه البابا في روما لقب “الكونت” لخدماته المجتمعية.
 

بناء قصر السكاكيني

وفي عام 1897 تم بناء قصر السكاكيني على بركة أرض تسمى “قراجا التركماني”، أو “بركة قراجا” قد منحت له في منطقة الظاهر تسمى بالشيخ قمر. وقد قام بردم البركة وبناء القصر عليها، وبعد وفاته عام 1923 قسمت ثروته بين الورثة الذين تنازلوا عن القصر للدولة. وقام أحد أحفاد السكاكيني وكان طبيبا بالتبرع بحصته لوزارة الصحة.
 
وفي الفترة من عام 1961- 1983 أصبح القصر مقرًا للمتحف التثقيف الصحي. وخلال نهاية الفترة بعد نقل المتحف من القصر تم تخزين بعض معروضات المتحف في بدروم أسفل القصر. وفي عام 1987 تم تسجيل القصر في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بقرار رئيس مجلس الوزراء. ليتم وضعه تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار.
 

مساحة القصر

وتبلغ مساحة القصر نحو 2698 متر مربع وتم بناؤه على الطراز الإيطالي. حيث بنته شركة إيطالية ليكون نسخة من قصر إيطالي قد رأه حبيب السكاكيني وأراد تقليده أو عمل نسخة منه في القاهرة.
 
ويتكون القصر من 5 طوابق، الطابق الأول يتكون من 4 غرف، والثاني مكون من 3 قاعات و4 صالات وغرفتين. أما الصالة الرئيسية تبلغ مساحتها نحو 600 متر مربع، وتحتوي على 6 أبواب تؤدي إلى قاعات القصر. ومجموع غرف القصر تبلغ 50 غرفة، ويحتوي على أكثر من 400 نافذة وباب. و300 تمثال منهم تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني بأعلى المدخل الرئيسي للقصر. وللقصر مصعد ويطل على شرفة بها قبة مستديرة تؤدي إلى غرفة الإعاشة الصيفية.
 
ويعد قصر السكاكيني من أحد القصور التاريخية الأهم التي تسطر تاريخ القاهرة الخديوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى