تاريخ ومزارات

الغموض والإثارة.. قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون

دعاء رحيل

مقبرة توت عنخ آمون.. عندما قرأ هيوارد كارتر، عالم الآثار الإنجليزي، الجملة التي تحذر من فتح التابوت والتي تقول “لا تفتح التابوت، فسيذبح الموت بجناحيه كل من يجرؤ على إزعاجنا”، شعر بالارتباك. ومع ذلك، حثته “الأشياء المذهلة” التي وجدها على الاستمرار في فتح تابوت الملك.

لاحظ كارتر صندوقًا خشبيًا مطعمًا بالذهب في وسط الغرفة. وعندما رفع الصندوق، وجد آخر يغطيه وعليه نقوش وزخارف مطعمة بالذهب. وبعد رفع هذا الصندوق، وجد صندوقًا ثالثًا مطعمًا بالذهب. وأخيرًا، بعد رفع الصندوق الثالث، وصل كارتر إلى التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون. وكان يغطي هذا التابوت التابوت الذهبي الرئيسي للملك.

اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون

تحتفل مدينة الأقصر حاليًا بالذكرى الـ 101 لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون. هذا هو أكبر حدث أثري في التاريخ الحديث، والذي يعود الفضل فيه إلى عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر.

هيوارد كارتر (9 مايو 1874 – 2 مارس 1939) هو عالم آثار إنجليزي وخبير في علم المصريات. وُلِد في لندن.

في عام 1907، قابل كارتر اللورد كارنار فون، أحد نبلاء إنجلترا، الذي أبدى استعداده لتمويل بعثات كارتر. وبدأ كارتر رحلته في عام 1908 عندما حصل على تصريح للحفر.

ظل كارتر يستكشف في الأقصر حتى عام 1921، عندها قرر صديقه التوقف عن تمويله. لكن استطاع كارتر إقناعه مجددًا.

في 4 نوفمبر 1922، عثر كارتر على درجات سلم. وأثناء استكشافه، وجد بابًا مغطى بأختام من العهد القديم وأختام بشكل أنوبيس فوق تسعة سجناء. هذه هي “الأقواس التسعة”، خاتم المقابر الملكية.

تحذير من فتح التابوت

عندما قرأ هيوارد كارتر، عالم الآثار الإنجليزي، الجملة التي تحذر من فتح التابوت والتي تقول “لا تفتح التابوت، فسيذبح الموت بجناحيه كل من يجرؤ على إزعاجنا”، شعر بالارتباك. ومع ذلك، حثته “الأشياء المذهلة” التي وجدها على الاستمرار في فتح تابوت الملك.

ردم كارتر المدخل بالرمل والأحجار وأرسل برقية عاجلة للورد كارنارفون. وعندما سأله كارنارفون “هل وجدت شيئًا”، أجاب كارتر “نعم، أشياء مذهلة”.

في عام 1932، بدأ كارتر مع مجموعته العلمية التنقيب في المقبرة. استغرق إخلاء محتويات الحجرة الأمامية نحو 50 يومًا. كان يصور كل شيء ويدونه في قوائم وينقل القطع إلى مختبر مؤقت بالقرب من مقبرة سيتي الثاني.

بهاء عبد الجابر، مدير عام آثار البر الغربي بالأقصر، يقول إن المقبرة 62 كانت مخصصة لأحد أعضاء العائلة الملكية. يُرجح أنها كانت للوزير “آي”، الذي خلف توت عنخ آمون بعد وفاته.

بسبب موت توت عنخ آمون المفاجئ، أضيف إلى المقبرة حجرتان كبيرتان. اكتملت بهذا المقبرة لتكون للملك.

“آي”، الذي اعتلى العرش بعد موت توت عنخ آمون لفترة قصيرة، دُفِن في المقبرة WV23 التي يُرجح أنها كانت مخصصة أصلاً لتوت عنخ آمون.

عبد الجابر يضيف أن توت عنخ آمون هو أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة. كان فرعونًا من 1334 إلى 1325 ق.م. في عصر الدولة الحديثة.

ظل مدخل مقبرة توت عنخ آمون KV62 مخفيًا لآلاف السنيات. وذلك لأنه كان تحت درج مدخل أحد مقابر الرعمسيين التي شُيِّدَّت بعده. غطَّت  أنقاض تلك المقبرة وما بني عليها من مساكن للعاملين مدخل المقبرة، وبذلك ظلت مقبرة توت عنخ آمون مختفية عن الأنظار لآلاف السنين.

أهمية الاكتشاف

الطيب عبد الله حسن، خبير في علوم المصريات، يقول إن مقبرة “توت عنخ آمون” الذهبية بها رسوم رائعة تحكي قصة رحيله إلى عالم الأموات. يعود أهمية الاكتشاف إلى أنه الكنز الملكي الوحيد الذي عثر عليه كاملاً. وقد أمدت الباحثين بمعلومات عن كيفية تجهيز المقابر الملكية والحياة اليومية في فترة الأسرة الثامنة عشرة.

حسن يضيف أن فن صناعة الأثاث في ذلك الوقت بلغ قدرًا عظيمًا من التقدم. مثلاً، كانت هناك أسرة وكراسي ومقاعد وصناديق وأواني وموائد ومواطىء للأقدام.

على سبيل المثال، اضطر هيوارد كارتر، مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، إلى قطع ثلاثة توابيت ذهبية للوصول إلى مومياء توت عنخ آمون. وجد صعوبة في رفع الكفن الذهبي الثالث، الذي كان يغطى المومياء. فكر كارتر في تعريض الكفن لحرارة شمس صيف مصر لفصله عن المومياء. لكن محاولاته فشلت.

اضطر كارتر إلى قطع الكفن الذهبي نصفين للوصول إلى المومياء الملفوفة بطبقات من الحرير. اضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها لتخليص القناع الذهبي. كان مصهورًا على وجه “توت عنخ آمون”، الفتى الذهبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى