حوارات و تقارير

قصة بناء القاهرة المحروسة.. علامة فارقة على مر الزمن

أسماء صبحي

كانت القاهرة المحروسة في بداية نشأتها مدينة أرستقراطية يسكن بها الخليفة الفاطمي والأمراء والصفوة الحاكمة. يقف الحراس المدججون بالأسلحة على البوابات الثمانية التي تفتح مع شروق الشمس. ولم يكن مسموحاً للعامة بالدخول إلى االمدينة إلا بإذن و كان على الزائرين أن يغادروا بعد صلاة العشاء حتى تغلق المدينة أبوابها على سكانها.

تتلألأ البيوت البيضاء التي ترتفع لخمسة أو ستة طوابق فى الهواء تحت ضوء الشمس. ويزيدها رونغقا وبهاءً النباتات الخضراء والورود والرياحين التي تكسو كل الأسطح. ويفصل بينها مساحات شاسعة من الفضاء الواسع.

القصور الزاهرة في القاهرة المحروسة

وتقول علياء داود، إنه القصر الشرقى الكبير الذى تبلغ مساحته 70 فداناً ويحتوى على 4000 حجرة. والذي سكن بداخله كل الخلفاء الفاطميين على مدى مائتي عام. يظنه القادم من خارج المدينة جبلاً لكثرة ما فيه من الأبنية العالية، و لا يرى أحد ما بداخله لارتفاع أسواره وتروى عنه أساطير بان أرضياته مرصوفة بالفسيفساء أما السقوف المذهبة. والأعمدة رخامية والستائر موشاة بخيوط الذهب ومرصعة بالجواهر و اليواقيت. وتتوسط أفنيته النوافير و ترتع بحدائقه الغناء الطيور النادرة والحيوانات الغريبة. ويقوم بالحراسة الليلية ألف رجل منهم خمسمائة فارس يجولون طوال الليل حول القصر الذى بلغ عدد سكانه ثلاثين ألف شخص منهم إثنى عشر ألف خادم.

وأضافت داود، أنه يواجه القصر الشرقى الكبير القصر الغربى الصغير (مكان مجمع قلاوون اليوم). ويفصل ما بينهما ميدان (بين القصرين)، وهو ميدان فسيح تقام فيه عروض الجيش ويستوعب عشرة آلاف فارس. وكان هناك سرداب يصل ما بين القصرين من تحت الأرض. ومن هنا جاءت تسمية ما بين القصرين.

وتابعت الخبيرة في التراث، إن جموع الجيوش كانت تخرج من باب الفتوح فى كامل عدتهم و عتادهم. فالحملات الحربية تخرج فقط من هذا الباب وعندما تعود منتصرة تدخل من باب النصر.

شارع القصبة

وأضافت أن شارع القصبة كان أحد أهم شوارع القاهرة الذى نطلق عليه اليوم شارع المعز لدين الله فهو عصب الحياة، يشق المدينة من الشمال إلى الجنوب. ويبدأ عند باب الفتوح شمالاً وينتهي عند باب زويلة جنوباً. ويتفرع منه عدة شوارع جانبية تخترق المدينة من الشرق إلى الغرب. وتفصل بين الخطط التي تسكن بها قبائل الجيش وعائلاتهم، و يتفرع من الشوارع حارات لها أبواب تغلق على سكانها ليلًا. ويطلق على كل حارة إسم القبيلة التي تسكن بداخلها مثل حارة الأتراك، حارة الروم، حارة الديالمة، وينبثق منها أزقة و عطفات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى