لماذا سميت كفر الشيخ بهذا الاسم؟.. خبير في الآثار يجيب
دعاء رحيل
منذ بداية تاريخ مصر الموحدة، عرفت مصر مملكتين، الأولى كانت فى الوجة القبلي وعاصمتها “نخن” والثانية فى الوجة البحرى وكانت عاصمتها “بوتو” وهي الموجودة حاليا فى محافظة كفر الشيخ، لذلك احتفظ هذان المركزان القديمان بأهمية وشهرة واسعة طوال العصور التاريخية.
تشغل محافظة كفرالشيخ الجزء الشمالي الغربي لدلتا نهر النيل، وتقع في أقصى شمال الجمهورية، وتطل على البحر المتوسط شمالا بامتداد ساحلى يبلغ طوله 100 كم، ويحدها غربا فرع رشيد بطول 85 كم حتى مصبه في البحر المتوسط، ومحافظة الدقهلية شرقا، وجنوبا محافظة الغربية.
أصل تسمية محافظة “كفر الشيخ” بهذا الاسم
يعود أصل تسمية محافظة “كفر الشيخ” بهذا الاسم، نسبة إلى الشيخ “طلحة أبى سعيد التلمساني” وهو مغربى الأصل،
يعود نسبه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، قدم إليها عام 1220 ميلادية وعام 600 هجرية، وعاش بها نحو 31 عاما، ودفن بها بالضريح المقام بمدينة كفر الشيخ، أما العاصمة هي مدينة كفر الشيخ التي كانت من قبل تعرف باسم (دنقيون).
وفي هذا الصدد قال مجدى شاكر، كبير الأثاريين بوزارة الآثار ، ظهر شيخ يدعى “طلحة” وكانت له كرامات عديدة أثناء إقامته في كفر الشيخ وكثر أتباعه ومريدوه، لذلك أقاموا له مصلى، وعندما تضاعف عدد المنازل حول مقر إقامته، أطلق الأهالي على المنطقة اسم “كفر الشيخ طلحة” نسبة إليه، حيث أن كلمة “كفر” تعني قرية، كما اهتم الملك فؤاد الأول بهذه القرية وأطلق عليها “الفؤادية” في عام 1949م، ولكن مع قيام ثورة 23 يوليو أعيد تسميتها باسمها الأول مع حذف كلمة طلحة، ليصبح اسمها “كفر الشيخ” اختصاراً للإطالة.
كما أكد شاكر، أن المنطقة كانت ضاربة في التاريخ المصرى القديم، فهى تضم مدينة “بوتو” الأثرية، وعرفت بوتو في المصرية القديمة بإسم “بر واجيت” وتعرف بتل الفراعين التابعة لقرية إبطو بمركز دسوق حاليا، وتقع على بعد 24 كم إلى الشمال الغربي من مدينة كفر الشيخ.
كانت “بوتو” رمزاً للشمال وعاصمة الوجه البحري، ومقراً لحكام الشمال ولمملكتهم الشمالية الموحدة قبل قيام الملك “نارمر” بتوحيد القطرين، كما انها احتفظت بمكانتها بعد توحيد القطرين فظلت الربة “واجيت” حامية البلاد تعتلي جباه الحكام طوال تاريخ مصر القديمة، وكانت هى المكان الذى يذهب له الحكام لإضفاء الشرعية حيث يقدمون القرابين للمعبودة “واجيت” رمز القوة والسلطة.
وأضاف شاكر، أن مدينة دسوق تضم مجموعة آثار تل الفراعين الواقعة بجوار عزبة إبطو التابعة لقرية العجوزين، التابعة لمركز ومدينة دسوق، وكانت قديما عاصمة الوجه البحري في عصور ما قبل التاريخ ومقرا لملوك الشمال.
وتقع قرية “إبطو” على بعد 24 كم شمال غرب مدينة كفر الشيخ، وتبعد عن مدينة دسوق مسافة 15 كم، وتم العثور على بقايا معبد قديم بالمدينة، حيث تم اكتشاف العديد من القطع الأثرية الضخمة التي يعود تاريخها للعصر اليوناني والروماني، كما عثر بها على بقايا لفائف كتابية، وهي المرة الأولى التي يعثر فيها في الدلتا على مثل هذه اللفائف.
كما تم العثور على قطع أثرية من البرونز والفسيفساء والفخار وكثير من التماثيل واللوحات التي تمثل قيمة أثرية تاريخية عظيمة، ومنها: تمثال للملك “رمسيس الثاني” وهو واقفا ممسكا بيده اليسرى العصا المقدسة، وكذلك لوحة من الجرانيت الوردى تعود لعصر الملك شاشانق الأول بالأسرة 22 الفرعونية، وهي تظهر الملك وهو يقف أمام إحدى الآلهات والتي يرجح أنها الآلهة حتحتب.
ولفت شاكر إلى أن العائلة المقدسة أقامت بمدينة “سخا” بكفر الشيخ”، وحينها سميت “بيخا أيسوس” أى قدم يسوع نسبة للحجر الذى طبع عليه قدم السيد المسيح وهو طفل عمره سنتين.
وبالنسبة لآثار العصر الحديث، يوجد بكفر الشيخ قصر الملك فؤاد الأول، الذي كان يعيش فيه الملك أثناء حضوره إلى كفر الشيخ هو وأسرته، وهو على الطراز الأوروبى “ايطالى- فرنسي”، وهو يعتبر تحفة معمارية، بالإضافة إلى طابية عرابي المتواجدة على بعد أمتار من فنار البرلس التي أقامها صلاح الدين الأيوبي لصد هجمات الفرنجة القادمة من أوروبا، وكذلك طابية العياشي وطابية برج البرلس الشرقية، وفنار البرلس الذي يعد واحد من أقدم الفنارات في مصر.