مصممة أزياء تراثية تكشف لـ “صوت القبائل” سر تنوع زي المرأة البدوية في محافظات مصر
أسماء صبحي
يحمل زي المرأة المصرية على مر العصور بيت خيوط أنسجته، حضارات عديدة مرت على مصر. ينبع منه رائحة طيبة أصيلة تشبه أصحابه، وظل لفترة صامد وراسخ في العقل الشعبى. لكن مع مرور الزمن تهاوى وتجرد منه أصحابه ملتحفين بأزياء دخيلة. ومفتونين بأفكار مستمدة من ثقافات غربية، فانزوت وتوارت ولم يتبق منها سوى القليل. الذي يظهر في عمل فني تاريخي، أو مناسبة تراثية محدودة.
الجرجار زي المرأة في النوبة
ومن جهتها، تقول مصممة الأزياء التراثية الشهيرة شيم الجابي، إنه نظراً لتعدد ثقافات محافظات مصر المختلفة. فإن مصر تمتلك أزياء تراثية عديدة، وليس واحداً بعينه، بدايةً من “الجرجار”، وهو الزي الرسمي للنوبة. وكان أقرب للزي الفرعوني، لقرب أماكن وجودهما جغرافياً، وكان يتميز بأنه شديد الطول وبكم فضفاض. متابعةً: “كانت السيدة تسير وتجر الزي، لاقتفاء الأثر خوفاً من السحر، ومن هنا جاءت التسمية”.
التلى في صعيد مصر
وأضافت الجابي، أن “التلى” ظهر في صعيد مصر، وخاصةً في محافظة سوهاج. وهو قماش يشبه “التل” يضم زخارف وموتيفات من الحرير. وأدخل الأتراك عليه خيوطاً معدنية “سيرما” في العصر العثماني. وكانت إما من الذهب أو النحاس أو الفضة، لكن المرأة الصعيدية ابتعدت عن هذا الزي مع بداية الخمسينات من القرن الماضي. بسبب قيام الراقصات بارتدائه.
وأشارت الجابي، إلى أن “التلى” ظهر في عدة أعمال فنية. فارتدته هند رستم عندما لعبت دور “الغازية” في فيلم “صراع في النيل”. كما رقصت به تحية كاريوكا ونعيمة عاكف، لذا انصرفت عنه السيدات، واتجهن إلى ارتداء “الملس”. وقد عبر الفنان التشكيلى سعد زغلول بريشته عن فن “التلى”، وكان له دور عظيم ومحاولات لإحيائه في أسيوط.
المنسج في سوهاج
كما تحدثت مصصمة الأزياء التراثية، عن “المنسج”، وهو زى سوهاجي أيضاً يتم نسجه على النول. ويتميز بالتطريز اليدوي، وله موتيفات معينة. وتم تطويره حالياً، وأصبح يحتوى على تطريز بارز. ومن فوقه يتم ارتداء “الشقة”، وهي عبارة عن قطعة قماش سوداء مشقوقة. ومن هنا جاءت التسمية، تغطي كامل الجسد من الرأس إلى القدم.
زي المرأة في سيناء
وتابعت الجابي، إنه فيما يتعلق سيناء، التي ينقسم أهلها إلى بدو وقبائل. فإن لكل قبيلة برقع مميز يغطى الوجه، وقناع أو قنعة، كما جرت التسمية. وهو عبارة عن قطعة قماش تغطي الرأس والكتفين وحتى القدم. ومن شكل البرقع والقناع يمكن بسهولة التعرف على هوية السيدة.
وتوصخ الجابي: “الآنسة لا ترتدى برقع حتى يراها الناس ويرشحونها للزواج. كما يدل الزي على قبيلة المرأة، حيث تشتهر كل قبيلة بخيوط وموتيفات معينة للبرقع والقناع. فهناك برقع يغطى لأسفل الصدر وآخر يتوقف عند الصدر وثالث يغطي العينين فقط”.
وأضافت ابجابي، أنه يمكن أيضاً التعرف على سن المرأة من خلال لون البرقع. فالفتيات يرتدين البرقع بالألوان الزاهية. وما إن اقتحم اللون الأزرق البرقع يعنى أنها تزوجت. ومع تقدمها فى العمر تزداد مساحة اللون الأزرق، لذا تجد السيدات المسنات يرتدين برقعاً باللون الأزرق بالكامل.
واختتمت الجابي حديثها قائلة: “يتضح المستوى الاقتصادي للمرأة أيضاً من شكل البرقع. الذى يعتبر حصالة للسيدة أو رأسمالها. فكلما احتوى على ملاليم فضية وقطع ذهبية وأحجار أصلية، دل على أنها من الأغنياء أما إذا احتوى على عملات نحاسية وأحجار من البلاستيك. فهو يشير إلى تواضع مستواها، لذا كانت قيمة العروس في برقعها، والأم تورثه للابنة”.