قبيلة الرحامنة المغربية.. تعرف على أصلها ونسبها وتاريخها
أميرة جادو
تعتبر “الرحامنة” إحدى القبائل العربية المغربية، تعيش في شمال مدينة مراكش، تحدها من الشرق قبيلة زمران وقبيلة السراغنة وقبيلة بني مسكين، ومن الشمال قبائل الشاوية وقبائل دكالة، ومن الغرب قبيلة احمر وقبائل الكيش، وجنوبا حدود مدينة مراكش.
أصل ونسب القبيلة
يعود أصولهم إلى عرب بني معقل، ويرجع نسب القبيلة إلى عبد الرحمن أو رحمون تصغيرا بن رزق بن أدي (أو هدي) بن حسان بن مختار بن محمد بن معقل، وهي قبيلة معقلية كبرى تعد امتدادا لقبيلة الرحامنة المصرية، حيث لهما نفس الجد وهو رحمون المذكور.
تاريخ القبيلة
شاركت معقل قبائل بني هلال وباقي القبائل القيسية في التغريبة الهلالية انطلاقا من صعيد مصر نحو شمال أفريقيا.
ودخلوا في جملة العرب الذين أدخلهم المنصور الموحدي المغرب الأقصى بعد انتصاره على ابن غانية بتونس, قبل أن تتفرق قبائلهم في التراب المغربي طولا وعرضا.
وذكر بعض المؤرخين أن حربا وقعت بين سليم ومعقل فتكاثرت عليهم سليم وكانت لهم الغلبة فاضطر عدد من بطون معقل إلى النزوح جنوبا فوصلت بعض فروع ذريات حسان إلى أقصى الجنوب المغربي، ولم تتوقف توغلاتهم داخل الصحراء الغربية حتى وصلوا إلى تخوم السودان الغربي وهو المجال المعروف بين نهر السينغال وتمبوكتو بمالي.
كما انطلقوا أيضا من الأراضي الموريطانية في اتجاه بلاد النيجر، وهناك اختلطوا بالتاريخ المحلي الموريطاني ومن ثم عرفوا هناك باسمهم الشهير الرحامنة، حيث تروي احدى قبائلهم بالصحراء وهم البرابيش، أنهم يعرفون بأولاد عبد الرحمن أو أولاد رحمون بالتصغير.
وقد كان لغزو السلطان أحمد المنصور الذهبي للسودان الغربي تأثير كبير في انتشارهم بصحراء الجنوب المغربي وخاصة بعدما أصبحوا من ضمن قوافل الملح الذين كانوا يستخرجونه من مناطق تغازة، ثم مناطق تاودي بالصحراء وينقلونه إلى داخل المغرب، ثم زاولوا التجارة والرعي.
وساهموا إلى جانب الدولة السعدية خلال استقرارهم بالصحراء، في مواجهة الغزو الاجنبي لسواحل المغرب، ومن هنا ابتدأ نزوح قبائل الرحامنة إلى الشمال، فهيمنوا على المنطقة الممتدة من أسفي إلى مراكش، فكونوا مجموعة قبلية رحمانية في منطقة الحوز، وبعد أن استقر بهم المقام، تمردوا على السلطان زيدان الناصر بن أحمد سنة 1616م ثم بعد ذلك تعرضوا للسلطان عبد الملك السعدي سنة 1628.
وفي عهد الدولة العلوية تمردوا على السلطان عبد الله بن إسماعيل سنة 1747، ثم حسنت علاقتهم مع السلطان مولاي سليمان سنة 1820، ثم تمردوا على السلطان محمد الرابع سنة 1862 فاستنهض قبائل السراغنة لمواجهتهم، فأوقع بهم ودمر مواطنهم وفجر زاويتهم ابن ساسي واعتقل رؤساءهم ومحاربيهم حتى ترامى جيرانهم على ممتلكاتهم.
كما تمردت فرقة البرابيش من الرحامنة على القائد المخزني محمد بن بلى، فقرر السلطان الحسن الأول تقسيم قبيلة الرحامنة إلى تسع إيالات بعدما كانت اثنتين، وبعد وفاته تمردوا على السلطان مولاي عبد العزيز بقيادة قائدهم مبارك بن الطاهر الرحماني وذلك بأن أيدوا وناصروا مولاي مولاي امحمد ضد أخيه السلطان عبد العزيز، فقرر المخزن تشتيت شمل هذه القبيلة وتفريق جمعها مما أضعفها وجعلها ترضخ تحت حكم القائد العيادي في أوائل الاحتلال الفرنسي، وقاعدة قبيلة الرحامنة هي مدينة بنجرير.