حوارات و تقارير

من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين.. وما سبب التسمية؟

دعاء رحيل

من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين وهو من السباقين للإسلام، والمقربون من الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحد القادة والفرسان الأبطال الذين قدموا أسمى التضحيات في سبيل إعلاء كلمة الله ونشر الدين الإسلامي، وفي سطورنا التالية عبر موقع صوت القبائل، سنسلط الضوء على هذه الصحابي الذي لم تمنعه قسوة الحرب من العطف على المساكين ومجالستهم، وسماع شكواهم، حتى لقب بأبي المساكين.

من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين

إن الصحابي الملقب بأبي المساكين هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، وهو صحابي وقائد مسلم، ومن السابقين إلى الإسلام، وهو ابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأحد وزرائه، بدليل ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن الرسول قوله: “إنَّه لم يكنْ قَبْلي نبيٌّ، إلَّا قد أُعطيَ سَبعةَ رُفقاءَ نُجباءَ، وُزراءَ، وإنِّي أُعطيتُ أربعةَ عشَرَ: حَمْزةُ، وجَعفَرٌ، وعليٌّ، وحَسَنٌ، وحُسَينٌ، وأبو بكْرٍ، وعمرُ، والمِقدادُ، وحُذَيفةُ، وسَلْمانُ، وعمَّارٌ، وبِلالٌ”. أخرجه من طرق الترمذي، وأحمد واللفظ له.[1]

 

لماذا لقب جعفر بن أبي طالب بأبي المساكين؟

إنّ السبب وراء تسمية الصحابي جعفر بن أبي طالب بأبي المساكين، هو حبه لهم، ومجالستهم، وسماع شكواهم، ومساعدتهم في أمور دينهم ودنياهم، حيث تميز جعفر بحسن خلقه، وكان أشبه الناس بالرسول -صلى الله عليه وسلم- خَلقاً، وخُلقاً، وقد آخى الرسول بينه وبين معاذ بن جبل الخزرجي الأنصاري، هاجر هجرتين بعد إسلامه، واحدة إلى الحبشة ومكث فيها عند حاكمها النجاشي، وأقنعه بالإسلام، والثانية إلى المدينة المنورة.[2]

 

لماذا لقب جعفر بن أبي طالب بذي الجناحين

لقب الصحابي جعفر بن أبي طالب بذي الجناحين، أو جعفر الطيار، لأن الله أبدله بجناحين بدلا من يديه التي قطعتا في معركة مؤتة، حيث كان جعفر بن أبي طالب أحد القادة الثلاثة في المعركة، وبعد استشهاد القائد الأول وهو زيد بن حارثة، انتقلت الراية إلى جعفر، وقاتل بشجاعة وبسالة، وأخذ الراية بيمينه فقطعت، فأخذها بشماله فقطعت، ضمها بعضديه حتى استشهد وهو ابن واحد وأربعين عاماً، صلى عليه الرسول، وروى عبد الله بن أبي بكر بن حزم -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله: “استغفِروا لأخِيكم جعفرٍ، فإنه شهيدٌ، وقد دخل الجنةَ وهو يطيرُ فيها بجَنَاحَيْنِ من ياقوتٍ، حيث يشاءُ من الجنةِ”، أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى.

إسلام جعفر بن أبي طالب

كان الصحابي جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- من السابقين إلى الإسلام، أسلم قبل دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- لدعوة الناس للإسلام، فقد أسلم بعد أخيه علي بقليل، وكان بعد خمسة وعشرين رجلا، وقال البعض أنه أسلم بعد واحد وثلاثين شخصاً، وقد روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أن أبا طالب رأى محمد وعلي يصليان، وعلي من جهة الشمال فقال لجعفر: “انزِلْ يا جعفرُ فصلِّ جناحَ ابنِ عمِّك، فنزل جعفرُ فصلَّى عن يسارِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم”.[4]

 

مكانة جعفر بن أبي طالب عند الرسول

كان جعفر بن أبي طالب من المقربين للرسول -صلى الله عليه وسلم- وله مكانة متميزة لديه وتتجلى فيما يلي:

شدة حب الرسول له: بدليل ما رواه جابر بن عبد الله في الحديث الشريف عن الرسول: “لَمَّا قدِمَ رَسولُ اللهِ من خَيبَرَ قدِمَ جَعفَرٌ -رَضيَ اللهُ عنه- منَ الحَبَشةِ، تَلَقَّاه رَسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فقبَّلَ جَبهَتَه، ثمَّ قالَ: واللهِ ما أدْري بأيِّهما أنا أفرَحُ، بفَتحِ خَيبَرَ أمْ بقُدومِ جَعفَر”.[5]
قول الرسول أن جعفر منه: روى أسامة بن زيد رضي الله عنه، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال “أما أنت يا جعفرُ فأشبهَ خَلقُك خَلْقي وأشبَه خُلُقي خُلُقُك. وأنت مني وشجرتي، وأما أنت يا عليُّ فخَتْني وأبو ولدي، وأنا منك وأنت مني، وأما أنت يا زيدُ، فمولاي ومني وإليَّ، وأحبُّ القومِ إليَّ”، وهذا دليل على مكانة جعفر بن أبي طالب عند الحبيب المصطفى.[6]
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي اشترى الجنة مرتين ؟؟

مناقب جعفر بن أبي طالب

تميز الصحابي جعفر بن أبي طالب بجملة من الصفات، نذكر منها:

تميز جعفر بشجاعته وبسالته، وقد أبدى شجاعة جليلة في غزوة مؤتة، فكان نموذ بالشجاعة صعب أن يتكرر، حيث استشهد وفي جسده أكثر من سبعين طعنة.
كان من السباقين لفعل الخير، تميز بدهائه وفطنته، حيث استطاع إقناع النجاشي بحقيقة الإسلام التي جهدت قريش في تضليلها، فكان سببا في إسلام النجاشي.
يتصف بجوده وكرمه، كثرة إنفاقه في سبيل الله وعطفه على الفقراء والمساكين فلقب بأبي المساكين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى