هيباتيا السكندرية: أول عالمة وفيلسوفة في التاريخ الغربي
أسماء صبحي – في مدينة الإسكندرية، التي كانت منارة العلم والثقافة في العصور القديمة. برزت شخصية نسوية استثنائية هي هيباتيا السكندرية التي تعتبر أول عالمة رياضيات وفيلسوفة وفلكية موثقة في التاريخ الغربي. وقد تركت إرثًا فكريًا وإنسانيًا لا يزال يُلهم حتى اليوم.
نشأة هيباتيا السكندرية
ولدت هيباتيا في منتصف القرن الرابع الميلادي، نحو عام 370م، في الإسكندرية. وهي ابنة العالم الرياضي المعروف ثيون السكندري. ونشأت في بيئة علمية متميزة، حيث تعلمت الفلسفة، الرياضيات، والفلك في مدرسة الإسكندرية الشهيرة. وأظهرت تفوقًا لافتًا منذ صغرها.
رغم ضياع معظم أعمالها، إلا أن المؤرخين أشاروا إلى أن هيباتيا قامت بتطوير:
- أجهزة فلكية لرصد الكواكب والنجوم.
- تعليقات وشروح على أعمال إقليدس في الهندسة.
- تحسينات على الأسطرلاب والمخطوطات الفلكية.
- دراسات متقدمة في الفلسفة الأفلاطونية الحديثة.
كما كانت هيباتيا محط احترام واسع بين العلماء، ودرست في مدرسة الإسكندرية الفلسفة الطبيعية والمنطق الرياضي. بحضور طلاب من أنحاء العالم القديم.
نهايتها المأساوية
يقول الدكتور محمد فتحي عبد الحليم، أستاذ الفلسفة القديمة بجامعة الإسكندرية، إن هيباتيا السكندرية تمثل نموذجًا نادرًا للمرأة العالمة في مجتمع ذكوري صعب. كما كانت معروفة بقدرتها الفريدة على الجمع بين الفلسفة والعلم. وقد أسهمت بشكل جوهري في إبقاء شعلة الفكر العلمي متقدة في أواخر العصور الكلاسيكية.
وفي عام 415م، وفي ظل الاضطرابات الدينية التي عصفت بالإسكندرية. أصبحت هيباتيا ضحية للصراعات السياسية والدينية. وتعرضت لهجوم عنيف من بعض المتطرفين الذين رأوا في علمها ورمزيتها تهديدًا لمصالحهم. وقتلت بطريقة مأساوية أثارت موجة من الغضب والحداد في العالم الفكري القديم.
ورغم رحيلها المفجع، إلا أن هيباتيا بقيت رمزًا للحرية الفكرية، ولحقوق المرأة في التعليم والبحث العلمي. ولا تزال قصتها مصدر إلهام للأدباء والمفكرين. كما تم تخليد اسمها في الأعمال الأدبية والفنية مثل رواية “عزازيل” ليوسف زيدان، وفيلم “Agora” الذي تناول سيرتها.



