خلع أسنان الأطفال.. أغرب عادات قبيلة الهيمبا الإفريقية
أميرة جادو
بالرغم من موجات التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، إلا أن هناك العديد من الشعوب تتمسك بعاداتها وحياتها البدائية، منهم قبيلة الهيمبا الأفريقية، التي تحولت لـقبيلة غريبة داخل عالم يطور من نفسه كل يوم ولكن هذه القبيلة حافظت على طبيعة حياتها البدائية التقليدية القديمة التي لم تسمح لأي غريب أن يشوهها، وهم إحدى الشعوب الرعوية الرحل، وهم مجموعة عرقية تنحدر من شعب الهيريرو الذي هاجر منذ مئات من السنين إلى نادبيا، قادما من مناطق شرق أفريقيا، وبالتحديد في منطقة “كينيني” الواقعة في صحراء أوكالند.
تاريخ الهيمبا
مرت هذه القبيلة بالعديد من المحن والأزمات، في عام 1800، تم غزوها من قبل قبيلة أخرى هي هاما، مما أدى إلى تهجير شعب الهيمبا والاستيلاء على جميع ممتلكاتهم، مما دفعهم إلى العودة للصيد والقنص مرة أخرى، وانتقل الكثير منهم إلى أنغولا.
ومع ذلك، بعد الحرب العالمية الأولى، أراد القدر أن تتحد القبيلة مرة أخرى وتعود إلى ناميبيا وتعيش بسعادة ، لكن الاحتلال كان دائمًا يدمر حياة الرغدة للأفارقة، ولم يمض وقت طويل قبل استيقاظ الهيمبا من الغزو الأول، ليأتي الاحتلال الألماني عام 1904 لتدمير حياة شعب الهيمبا الذين تعرضوا للإبادة العرقية، ولكن على الرغم من كل الأزمات التي مرت بها القبيلة، إلا أنهم مازالوا يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم، حيث يشتهر شعب الهيمبا بارتداء ملابس قليلة، حيث يغطون صدورهم فقط، وارتداء جلود الحيوانات والتنانير بألوان مبهجة، بينما تصنع النساء تنورات من جلد الماعز ومرصعة بالأصداف وبعض القطع الفنية من النحاس وخلاخل مطرزة.
عادات غريبة
ومن أكثر التقاليد غرابة عند نساء الهيمبا، هي مزج الزيت وأكسيد الرصاص لعمل مزيج يطلق عليه “أوتجيز”، وذلك بهدف حماية أجسادهن من حرار الشمس ولكن هذا اللون الأحمر يرمز على أنه لون الأرض وكذلك إلى الدم الذي يعنى الحياة.
أما الشيء الذي يذهلك هو طريقة معرفة السيدة هل هى عزباء أم متزوجة من خلال طريقة تسريحة الشعر، حيث تجدل النساء شعر بعضهن البعض ثم يغطونه بمزيج “أوتجيز”، وعليه فإن شكل الضفائر هي التي تحدد سواء أكانت المرأة متزوجة أم عزباء.
ومن التقاليد الغريبة أيضًا عند نساء شعب الهيمبا هي أن على عاتقها مسئولية شئون الأسرة، وحلب الأبقار والاهتمام بالأطفال وتربية الماشية وبناء المنازل، أما الرجال فيكتفون بمعالجة المهام السياسية والمحاكمات الشرعية.
والجدير بالذكر، هناك الكثير من الطقوس المراهقة عند قبيلة الهيمبا، هي ما لم تجده في أي مكان في العالم سوي شعب الهيمبا، حيث تبدأ طقوس المراهقة عند الهيمبا بخلع الأسنان الأربع عند الفك السفلي وشحذ الثنيا العليا ويقضى الأطفال هذه الليلة لوحدهم في كوخ مع أجدادهم لحين بزوغ الشمس، بجوار النار المقدسة التي تشهد مع أفراد القرية اجتياز الأطفال مرحلة الطفولة ودخولهم عالم الكبار.