قبيلة «فورو» في غينيا.. أكلوا لحوم البشر فـ مات سكانها من الضحك
أميرة جادو
“هتموت من الضحك” ثلاث كلمات تشير إلى الضحك الهستيري، ولكن يبدو أن هذا التعبير يحمل علامة أخرى ربما لم تفكر بها، هل تخيلت يومًا أن الضحك يمكن أن يكون مرضًا ناتجًا عن عدوى فيروسية تصيب الدماغ؟ والجهاز العصبي وتنتهي بالمصاب إلى القبر، ففي خمسينيات القرن الماضي، كشف العلماء عن مرض يعرف باسم “كورو” ينتشر في قبيلة “فورو” في غينيا، وهو ناتج عن فيروس يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويتسبب في حدوث نوبات مفاجئة من الضحك الهستيري ورعشة مستمرة في جسد المريض، مع ألم في الرأس والعظام والمفاصل، وبمرور الوقت يصبح المريض عاجزًا حتى عن البلع والأكل والتنفس، وينتهي بالموت خلال سنة واحدة من ظهور الأعراض.
انتشر مرض “كورو” أو الضحك المميت موجود بشكل حصري عند شعب غينيا تحديدًا في أحد القبائل الموجودة بها، ما جعلهم يتصدرون الصحف العالمية آنذاك، فاجتذب الأطباء لهم لمعرفة السبب وراء ذلك، وفي النهاية، اكتشف الطبيب الأمريكي كارلتون جاجدوسك، أن العدوى تنتقل من خلال عادة القرية المتمثلة في أكل أفراد الأسرة بعد الموت، حيث جرت العادات بتناول الزوجة والأم والابنة، لدماغ العزيز المتوفى للحفاظ على وجوده داخل أرواحهم، لتكن هذه العادة ضمن الطقوس الجنائزية الخاصة بهم، كنوع من التكريم للميت.
والجدير بالإشارة، كشف العلماء، عن احتواء الدماغ البشري على روتين بريون السام، الذي يتراكم في جميع أنحاء الدماغ وفي الحبل الشوكي، فيعيق عملها ويسبب الضرر في الذاكرة والسلوك والرؤية والتوازن.
وبعد معرفة سبب الإصابة بهذا المرض، تم القضاء على عادة “أكل دماغ الموتى” نهائيًا في غينيا، وبالتالي اختفى مرض “كورو” تماما في عام 1975، ويرجع الفضل فيما تم التوصل إليه في هذا المرض إلى الطبيب الأمريكي كارلتون، لمعرفته المرض ومسبباته، حتى حصل على جائزة نوبل عام 1976 بسبب ذلك.