أسباب الغزو عند البدو
أميرة جادو
يعد الغزو من التقاليد المألوفة عند البدو، وظلت تلك العادة سائدة حتى فترة قريبة، والغزو هو خروج مجموعة من القبائل أو قبيلة واحدة، على الهجن والخيل متجهين إلى ديار القبائل المعادية، وعندما يقرر (عقيد القوم) القيام بغزو بعيد، يرسل (السبر) وهو شخص مكلف بتحديد مكان الإبل ثم يجمع الفرسان، ويجعل مع كل واحد منهم رفيقاً أو اثنين برکبان جملا قوياً، وتتقدم الإبل حاملة الطعام والشراب على الخيول التي تسير خلف الإبل في أول الأمر حتى لا تتعب قبل الساعة الحاسمة، فإذا اقتربت الخيول من الإبل حدد رئيس الغزو ثلاثة أمكنة على المرافقين أن ينتظروا فيها الفرسان الذين يندفعون إلى الأمام للهجوم على القبيلة المقصودة، وتحدد هذه الأماكن على مساقات متباعدة يكون أولها قريبا من المخيم المقصود، والثالث يبعد عنه مسافة يوم.
ومن المعروف والمتوارث حينها أن أول من يصل يأخذ أفضل الأبل، وبعد الفوز والعودة إلى الديار تقسم الغنائم بالتساوي ما عدا العقيد وأوائل الغارة فلهم تميز عن بقية القوم، حتى القتلى لهم المساواة في حق الغنيمة تعطى لذويهم ولا يوجد حق للجباء الذين لا يشاركون في الغزو من الكسب، مما يحث كل الرجال على المشاركة في القتال هجوماً أو دفاعاً عن أموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم.
أسباب الغزو
أهم اسباب الغزو والحروب القبلية، هي:
1- بسبب الانتقام
حيث تقوم القبيلة بالغزو على القبيلة أو العشيرة أو الجماعة التي سبق أن أصدروا فعل عدائي ضدهم، ويمكن أن يكون السبب ماديًا او معنويًا، فان كان ماديا لإعادة الخسائر وردع هذه الفئه بعدم القدوم على عمل مماثل مستقبلًا، وان كان معنويا لرد الاعتبار من جهة وتأديب هذه الفئه وكسر شوكة الطغيان والظلم من جهة اخرى .
2- للكسب المادي أو المعنوي
فان كان القصد الكسب المادي فهو ناتج عن أحد أمرين، الأول ان تكون لدى تلك الفئه المقصودة بالغزو سلالات عريقة من الأصايل أو الخواوير أو مرابط الخيول الأصيلة ولا توجد عند غيرهم، وهذا مشابه لغزو بعض الدول إلى دول أخرى للحصول على جينات وراثيه نادره وبعد الاستيلاء عليها احتكارها أو سرقتها تماما، الأمر الثاني، أن تكون لدى المقصود الغزو عليهم الكثير من الأموال والمواشي، وتكون القبيلة القائمة بالغزو بحالة ماديه تحتاج إلى الحصول على الأموال والمواشي أو اليأس أما الكسب أو الموت.
وأن كان القصد معنوياً، فهو ناتج عن ان هذه القبيلة او العشيرة تريد اظهار السيادة واستعراض القوة أمام القبائل والعشائر الاخرى.
3- للأخذ بالثأر
فيكون ناتج عن وقوع جريمة قتل لشخص أو لمجموعة أشخاص، فيأتي هذا الغزو للأخذ بالثأر ويشترط في هذه الحالة أن لا يقل عدد القتلى عن عدد المأخوذ بثأرهم، ومما يعزز هذه النظرية انه حال تسديد السلاح أو الرماح أو النبال أو ضربة السيف أو قذف السهم.