المقلاع.. أداة الصيد عند البدو قديمًا
أميرة جادو
يشتهر البدو بقدرة هائلة على الاستفادة من بيئتهم بصور شتى، وذلك بابتكار العديد من الأدوات البسيطة لسد بعض الاحتياجات معتمدين في ذلك على الخامات المتوفرة لديهم فهي اختراعات ولدتها الحاجة ونفذتها العقول المفكرة، فهي دلاله واضحة على ما يتمتع به البدو من سعة أفق وقدرة على التعايش مع الصحراء بذكاء، ومن هذه الادوات القديمة المقلاع.
ما هي المقلاع؟
وهي أداة كانت استخدمها العرب قديمًا للصيد، وهي من الأفكار البسيطة جداً، فتحتاج إلى خيط من الصوف أو القطن أو الوبر، تستخدم في الصيد والمضاربات وفي اللهو وكذلك في طرد الوحوش الضارية عن الماشية، والمقلاع ذو ضربة عشوائية قوية فور إصابتها للهدف وهي غير دقيقة إلا انها مؤلمة وربما قاتله للطيور وبعض الثديات.
طريقة صنع المقلاع
بعد أن تنتهي عملية (النطو) الخاصة بمستلزمات البدو مثل: طرائق لبيت الشعر، ونسج مجالس في غاية الجمال، وأغراض أخرى، تبقى الخيوط الكثيرة المتناثرة، يجمع من هذه الخيوط بمقدار مترين تقريباً (كل متر على حده) بعد ذلك يربط حزام حول أدنى الظهر ويؤخذ عصا من الخيزران أو القصب يكون ملائماً ومناسبا في السمك والطول.
يتم تثبيتها بين القدمين ثم تربط الخيوط في الحزام الظهري، والطرف الآخر من الخيوط يعقد حول العصا بشكل حلقات صغيرة محكمه وذلك من جهتي العصا، ثم بعد ذلك يعقد على مسافة 7 سم من الجهتين وذلك لتحديد حجم كف المقلاع، ثم يبدأ جدل مسابيق المقلاع ثم تعقد في طرف أحد المسابيق عقدة صغيرة على شكل حلقة بحيث يستطيع الرامي ادخال اصبع الخنصر فيها بكل سهولة ثم تسحب العصا وبذلك ينتهي صنع المقلاع .
طريقة رمي المقلاع
أما عن طريقة استخدام ورمي المقلاع، يوضع الحجر داخل كف المقلاع ويتجه الرامي صوب الهدف ثم يدخل خنصره في العقدة الصغيرة ويقبض عليها جيداً، ثم يبدأ بالتلويح، ونظراً لعدم وجود منظار، يعتمد عليه الرامي في تحديد هدفه فإنه في هذا الحالة تكون العين هي المقياس الوحيد للدقة في الرمي، بعد التلويح عدة مرات وبشكل تصاعدي سريع يفلت الرامي طرف المقلاع من يده باتجاه الأمام نحو الهدف لينطلق الحجر كالرصاصة باتجاه الهدف المنشود سواء أكان ذلك صيداً أم عدواً أو أي هدف آخر، وكان أهل البادية قديماً يتباهون بإصابتهم لأهدافهم بالمقلاع .
