وطنيات

محمد يعقوب.. صاحب أشهر صورة لمقاتل خلال نصر أكتوبر

أسماء صبحي
محمد طه محمد يعقوب، أحد أبطال الكتيبة 22 من الفرقة 19 مشاه، من مواليد محافظة بور سعيد، بعد تخرجه من كلية التربية جامعة عين شمس، تم تأجيل تجنيده مع رفاقه علي حسانين وعبد المحسن صالح وأحمد يسرى ومحمد توفيق فتوجهوا إلى منطقة التجنيد وقابلوا المسئول الذي قال : “ليس لكم حق دخول القوات المسلحة”.
 
حاولوا مرة أخرى ورفضت محاولتهم، وفي المحاولة الرابعة تم قبولهم وتم ترحيلهم إلى الجيش الثالث في منطقة المثلث، وانضم البطل محمد طه يعقوب إلى الكتيبة 22 مشاة ميكانيكي، وواصل التدريبات المتنوعة ومنها التدريب على عبور قناة السويس، وتم إلحاقة بمجموعة إدارة النيران وتولى أعمال تصحيح النيران وتميز الأهداف.
 
وقبل اندلاع حرب أكتوبر بأسبوعين ذهب البطل مع رفاقه إلى القناة وجلسوا على الشاطئ بالشورتات والفانلات ولعبوا الكرة، وفي الساعة 12 ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393هـ، خرج البطل في قوة قتال من منطقة المثلث إلى منطقة الجناين لاستكمال المشروع التدريبي.
 

دوره في حرب أكتوبر

كان التمركز عند الجناين بجوار الطريق الأسفلتي، وفجأة شاهد البطل وزملائه الطائرات المصرية المقاتلة تطير على ارتفاع منخفض، وبعد تنفيذ الطائرات ضرباتها بنجاح بدأت المدفعية في الضرب.
 
لم يفكر البطل محمد طه يعقوب في شيء إلا في الوصول إلى سيناء والنصر أو الشهادة، وبرغم الصوم إلا أنه لم يشعر بالعطش برغم المجهود المبذول فى صعود الساتر الترابى والأسلحة المحمولة.
 
وبعد عبورة قناة السويس تقدم لمسافة كيلو متر داخل سيناء، وتم أسر عدد كبير من الإسرائيليين وواصل البطل التقدم لمسافة 5 كيلو متر دون مقاومة، وعندما جاء الليل سمع أصوات الدبابات الإسرائيلية وبدأت المعارك وتكبد العدو الخسائر الكبيرة، وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973شاهد البطل أكثر من 10 دبابات إسرائيلية محترقة .
 

استهداف كتيبة محمد يعقوب

بدأ الطيران الإسرائيلي في استهداف كتيبة البطل محمد بهجمات جوية مكثفة، ومع حلول الليل تقدمت الكتيبة حتى وصلت إلى عيون موسى ودارت معركة شرسة، وقام الطيران الإسرائيلي بعد هذه المعركة بالهجوم على الكتيبة بعنف وشراسة مع أول وأخر ضوء.
 
واحتلت كتيبة البطل موقعا بجانب عيون موسى وألحقت عليها كتيبة دبابات للدعم، وجرت معركة قوية وكانت الخسارة الفادحة من نصيب القوات الإسرائيلية، وبعد انتهاء المعركة إذ بأصوات جنازير دبابات تجرى بسرعة كبيرة ولكنها ليست قادمة تجاه أبطال مصر، وكان مع أحد الأبطال راديو ترانزستور صغير ومن خلاله علم الأبطال بتطويق المكان وحدوث ثغرة.
 
بدأ الأبطال يشعرون بالجوع والعطش وكان بينهم وبين عيون موسى حوالى 2 كيلو متر ولذا تغذوا على الثعابين والفئران الجبلية، وأثناء الحصار كان الأبطال يتزاورون مع الكتائب المجاورة فقال الجندي محمد عبد المعطي: “سوف أحضر جوال أرز من اليهود، وفي إحدى المرات ذهبوا لزيارة سرية مشاة بجوارهم فوجدوا عندهم وليمة، وعلموا أن رفقاء الكفاح وجدو خروفًا ضالاً فقاموا بشويه على النار وأكلوا معًا، وبعد الاستيقاظ اكتشفوا أنهم أكلوا ثعابين وفئران مشوية.
 

فك الحصار

وفى إحدى ليالى الحصار استمع البطل إلى أغنيه وردة الجزائرية ( وأنا على الربابة بغني) وتابع من خلال الراديو مفاوضات الكيلو 101، وبعدها تم فك الحصار وبدأت الكتيبة فى العودة إلى المثلث، وسمح للبطل محمد طه يعقوب بإجازة فاستقل القطار من السويس وكان به كافة الرتب من القادة حتى الجنود، وعندما وصلوا القاهرة اصطفوا في ميدان رمسيس وعندما شاهد الشعب أبطاله غمرتهم السعادة وكبروا .
 
واستقل البطل الأتوبيس الذي يوصله إلى مسكنه بالعباسية وبمجرد صعوده، أطلقت السيدات الزغاريد وعندما وصل البطل إلى العباسية إذ بالجيران يقومون بزفاف البطل في فرحة غامرة.
 
وطرق البطل باب الشقة، فتحت أمه وبمجرد رؤية ابنها البطل احتضنته وهى تزغرد وتبكي وعندما شاهدته زوجته سقطت على الأرض مغشيا عليها، ونشرت الصحف ووسائل الإعلام صورة البطل محمد طه يعقوب وهو يشير بعلامة النصر ولم يعلم الشعب المصري حينها من هو ذلك البطل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى