أعلنوا التمرد والعصيان..قبيلة الفوايد تصدوا لـ محمد علي باشا
دعاء رحيل
تعد قبيلة الفوايد من أبرز القبائل المصرية ـ الليبية، والتي تمتع بوطنية غير مسبوقة وسط جميع القبائل في القضايا المختلفة الخاصة بالبلاد. كما تعد من أغنى القبائل العربية. حيث تتمتع رجالها بالثراء الفاحش، شأنهم في ذلك شأن أسلافهم من “بني سليم” ممن انتهي إليهم الشرف في الجاهلية. فوصلوه بالإسلام علي مر الزمن وتعاقب الأجيال.
أصل الفوايد
كما يعود أصل قبيلة الفوايد إلي فايد بن برغوث بن الذيب الملقب بأبي الليل زوج سعدي بنت خليفة زعيم زنانة بتونس. وينتسب الذيب إلي بني سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان المصرية العدنانية.
نزوح الفوايد
وكانت قبيلة الفوايد تعيش في المنطقة من برقة الحمراء إلي وادي سمالوس منذ القرن الحادي عشر للميلاد. وقد استمر ذلك حتي نشب المنازعات بينهم وبين عمومتهم “الجبارنة”. وكان زعيم الفوايد حمدي بن مرابط من بطن عبد الكريم، وكان قد استولي علي جميع حقوق قبيلة الجبارنة وامتيازاتها، وكانت زعامة الجبارنة بيد عبد النبي مطيريد الذي حالفه النجاح في توحيد أفراد قبيلته واستنفارها. وبالفعل حدث حرب مع الفوايد أدت في النهاية عن انتصار الجبارنة، مما تسبب عنه نزوح الفوايد من برقة إلي مصر موطن أجدادهم إبان العهد الفاطمي، وثمة فريق من الرواة يري رأيا مغايرا. وهو تعرضهم لاضطهاد الانكشارية علي إثر امتناع الفوايد عن دفع الأتاوات المجحفة، فهاجروا بأكملهم إلي مصر. وقد استوطن البعض (بطن الرمح) في الفيوم، وأقام الباقي في الصعيد، وفي رواية ثالثة أن الفوايد حضروا إلي مصر برفقة الهنادي حوالي القرن الثاني عشر الهجري، عائدين من الغرب بقيادة يونس بن مرادس المسلمي. وقد نزلوا الصحراء الغربية واشتركوا مع الهنادي في حربهم ضد قبيلة أولاد علي.
رجوع الفوايد مصر
والجدير بالذكر أن اللواء صلاح التايب قد أورد في كتابه “تاريخ القبائل المصرية” إنه عند رجوع الفوايد إلي مصر. ضربوا خيامهم بالصحراء الغربية. التي كانت موطنا لأولاد علي، الذين صدوهم عن العيش في تلك الصحراء. فخرجوا إلي الفيوم والمنيا وبني سويف. وعقب أن تم لهم التقاط أنفاسهم شنوا حربا ضد أولاد علي في معركة (بطومة) بالصحراء الغربية، كان النصر فيها حليفا للفوايد.
يذكر أنه تم حدوث مشحنات بين الفوايد وحاكم مصر محمد علي باشا عام 1813م. حين فرض على قبيلة الفوايد في الجيزة غرامة مالية كبيرة. فأعلنوا التمرد والعصيان. فقام محمد علي بإصدار تعليمات إلي كاشف البحيرة بسرقة أموالهم وأولادهم ففعل. حسب ما يذكر الأستاذ محمد زيتون، في كتابه “إقليم البحيرة”