تاريخ ومزارات

كنيسة العليقة.. لايدخلها أحد إلا وخلع نعليه

دعاء رحيل

بلصق الكنيسة الكبرى إلى الشرق منها وراء الهيكل «كنيسة العليقة». وهي غرفة صغيرة بلطت جدرانها بالصيني. قيل وهي قائمة في مكان العليقة المقدسة التي ظهر الرب لموسى عندها (خروج ص ۳ عد۲: ۵)، بل قيل إن باني الدير إنما بناه في هذا الموضع تبركا بالعليقة. والآن ترى هناك عليقة أصلها داخل الكنيسة، وأغصانها خارجة من طاقة في جدارها الشرقي، هذا وفي قمة جبل المناجاة شرقي الدير نافذة طبيعية، ففي صباح ۲۳ مارس من كل سنة تدخل الشمس من هذه النافذة، فطاقة الكنيسة في آن واحد وتنير العليقة، ولا يدخل هذه الكنيسة أحد إلا يخلع نعليه خارج بابها تمثلا بموسى النبي عند اقترابه من العليقة.

 

مطران الدير

وفي هذه الكنيسة منبر من خشب متين. يجلس عليه مطران الدير. وقد كتب على ذراعي المنبر بأحرف من صدف نزلت في الخشب اسم واقف المنبر وتاريخ وقفه له هكذا: «وقف الفقير إبراهيم مسعد الحلبي لدير طور سيناء المعمور سنة ۱۷۱۳»

ورأيت في الكنيسة عدة أيقونات جميلة الصنع، منها أيقونة نحو شبر في شبر. جمعت على صغر حجمها صور مريم العذراء والمسيح وجميع الأنبياء والرسل والقديسين الشهداء وكلها واضحة جلية. وهي رسم كاهن من كريت يدعي أنتيموس، رسمها سنة ۱۷۹۰م،

وفي جانبي الكنيسة الكبرى عن اليمين والشمال عدة كنائس صغيرة للرسل والأنبياء والقديسين. تفتح أبوابها إلى الكنيسة. ففي جانبها الأيمن إلى يسار الداخل أربع كنائس، منها كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة. وفي جانبها الأيسر خمس كنائس منها كنيسة الشهداء في طريق كنيسة العليقة من هيكل الكنيسة الكبرى.

 

كنيسة الأرمن

 

وفي داخل السور – عدا هذه الكنائس – عدة كنائس صغيرة أكثرها متداعية إلى الخراب.وأهمها كنيسة الأرمن إلى الشرق من الكنيسة الكبری

وترى الكنيسة الكبرى بما تراكم حولها من الأبنية التي قامت بعضها على أنقاض البعض.كأنها في منخفض من الأرض، وهذا يفقدها كثيرا من رونقها وجمال بنائها.

 

تاريخ سيناء والعرب للكاتب نعوم شقير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى