تاريخ ومزارات

“بيت الألفي”.. قصة المنزل الذي كان لعنةً على كل من سكنه في مصر

أسماء صبحي
إذا ذكرنَا الأزبكية، لابد أن نذكر “بيت الألفي”، فإذا كان هناك حول بركة الأزبكية 20 قصرًا فخمًا للأمراء، وحولها قصور البكوات المماليك وتسبح المراكب التي تحمل الفوانيس المضيئة فوق أشرعتها على البركة، فإنّ عام 1798 يحمل معنى جديدًا للأزبكية.
 
ففي يوم 27 فبراير انتهى إنشاء أفخم قصور الأزبكية، أنشأه محمد بك الألفي، كبير المماليك، وجعله تحفة معمارية على الجهة الغربية من بركة الأزبكية، ومن يوم بناءه عام 1798 وحتى هدمة عام 1841 وقد تلاحقت المصائب بساكنيه، ويقع المنزل في حي الساکت بالأزبكية و شيده محمد بك الألفي، ولم يهنأ به فقد فر للصعيد فور دخول الحملة الفرنسية.
 
وفي عام 1798 سنه نابليون بونابرت ومن بعده سكنه كليبر الذى تم قتله على يد الشاب السورى سليمان الحلبي ومن بعدها لم يسكنه أحد.
 
وفي عام 1807 مات صاحب البيت محمد بك الألفي، ومن سنة 1808 لسنة 1811 م سكنه شاهين الألفي وكانت إقامته فيه متقطعه حتى قتل في مذبحة القلعة.
 
ومنذ عام 1811 م حتى عام 1832 كان المنزل مخزنُا للسلاح ثم معهدُا دينيًا، وفي عام 1833 انتقل القصر إلى محمد بك الدفتردار زوج نظلة ابنه محمد علي الذي هدمه وبناه على الطراز العثماني، ولكن لم يكتمل الهدم والبناء فقد توفي في نفس العام.
 
حتى جاء عام 1835 وأمر محمد على بتخصيص جزء من السراى لتكون أول مخزنا للآثار الفرعونية، وبعد هذا القرار بعام، أصبح المنزل مقراً لمدرسة الألسن، وفي عام 1837 تحول الجزء المتبقي ليكون ديوانًا للمدارس.
 
ومنح محمد علي القصر لابنته زينب هانم في عام 1845، والتي تزوجت من کامل باشا والذي عرف الشارع باسمه، وفي عام 1849 باعت الاميرة زينب الجناح الذى به مدرسة الألسن إلى شركة شبرد الانجليزية، وتحول المنزل في عام 1851م إلى فندق بناه رجل الأعمال والرحالة الانجليزي صمويل الشبرد وفى 26 يناير 1952 حرق الفندق في حريق القاهرة المشهور ولم يتبقى شيئًا من بيت الآلفي.
 
وهناك لعنة ما تصيب من يسكن هذا البيت، وقد أطلق عليه البيت المنحوس بالرغم من ثراء وفخامة مبناه، إلا أنه هناك قدر تعيس يصاب به كل من يسكنه فمنذ بناءه عام 1798 وحتى هدمه وقد تلاحقت المصائب بساكنيه حتي عندما هدم وبني فندق شبرد القديم حرق مبني الفندق بالكامل.
 
وانتهى تاريخ محمد بك الألفي، ولكن القاهرة خلّدت ذكراه على أساس أنهُ أحد الذين عمّروا منطقة الأزبكية، فأطلقت اسمه على الشارع الممتد من تقاطع شارع إبراهيم باشا “الجمهورية الآن”، إلى تقاطعُه مع ميدان التوفيقية “أحمد عرابي الآن”، فظلّ اسمه فقط على لافتة زرقاء تقول: “هُنا شارع محمد بك الألفي”.
 
ويوجد مكانه الآن البنك العربى و بنزينه التعاون و مبنى تأمينات الألفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى