قبيلة الأكلبي في بيشة تعرف على نسبها العدناني العريق
شكلت أنساب القبائل العربية جزءاً لا يتجزأ من هوية شبه الجزيرة العربية وتاريخها العريق، وتبرز قبيلة الأكلبي كسفر تاريخي ممتد عبر القرون، حيث تحمل مكانتها في قلب نجد ومتجذرة في بيشة، حاملة راية الكرم والفروسية والشجاعة، ويرجع الأكلبي إلى قبيلة أكلب بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، ويعرف جدهم المؤسس ربيعة بن نزار بلقب ربيعة الفرس، لما اشتهر به من تربية الخيول، وأصبحت هذه الصفة سمة مميزة لأبنائه ونسلهم، مما يمنح القبيلة مكانة رفيعة بين القبائل العدنانية.
نسب قبيلة الأكلبي
ذكر بنو أكلب في القصائد والأشعار الجاهلية، خاصة ضمن حلف بني خثعم، حيث كانوا العمود الفقري لهذا التحالف التاريخي، ويتميز الأكلبيون بوضوح نسبهم العدناني، على عكس بعض القبائل المحلّفة ذات الأصول القحطانية، مما يعكس مكانتهم القيادية وقوة حضورهم في المنطقة.
تتركز ديار الأكلبي في بيشة، من حدود قبيلة سبيع شمالاً إلى حدود قبيلة غامد جنوباً، حيث سيطروا على مساحات شاسعة وأصبح لهم تأثير سياسي واجتماعي بارز، وخرج منهم قادة وشعراء مثل أنس بن مدرك الخثعمي والدمينة نفيل بن حبيب الأكلبي، ما يعكس مكانة القبيلة في الجاهلية وصدر الإسلام.
تنقسم قبيلة الأكلب إلى فرعين رئيسيين: بنو عامر وقبائل المحلف، ويضم كل فرع عدة فخوذ وعائلات، مثل العطاوين والمزايدة والجنبة والجبرة وآل بالشنين وآل منيع، بالإضافة إلى المحلفين من قبائل بني سعد والنشاوي وبني هزر وآل سمرة والجياهين، مما يعكس التنظيم الدقيق والتوسع السكاني للقبيلة عبر الزمن.
تولى شيوخ الأكلبي زمام القيادة عبر العصور، بدءاً من الشيخ علي بن محمد العواجي مروراً بالشيخ عاتق بن مسفر العواجي، الشيخ مناحي بن عاتق، الشيخ جطلي بن عاتق العواجي، ووصولاً إلى الشيخ الحالي علي بن فالح آل عطيان الأكلبي، ليظل إرث القيادة مستمراً وحافظاً على وحدة القبيلة وتمثيلها في المنطقة.
تلعب أودية بيشة دوراً محورياً في حياة القبيلة، فهي شرايين الحياة التي دعمت الزراعة والمراعي ونقلت القبيلة عبر العصور، ومن أبرز هذه الأودية وادي بيشة، وادي تبالة، وادي رنية، وادي شرس، وادي شواص، وادي الخلبج، وادي شخصان، وادي خلافه، وادي الذهاب، وادي ذيخشا، وادي تواثل، وادي الحرمل، وادي قبه، حيث شكلت هذه الأودية معالم طبيعية حددت مناطق النفوذ ومسارات القبيلة.



