معركة ماكتان 1521.. كيف أوقف لابو لابو مخططات ماجلان الاستعمارية وأصبح رمز المقاومة الفلبينية
في أوائل القرن السادس عشر حملت أشرعة السفن الإسبانية طموحًا عابرًا للمحيطات يقودها فرديناند ماجلان القائد البرتغالي الذي خدم التاج الإسباني، وكان هدفه ليس فقط إتمام أول رحلة حول العالم بل فرض هيمنة إسبانيا على أراض جديدة لم تطأها قدم أوروبية.
تاريخ معركة ماكتان 1521
لكن على شواطئ ماكتان الصغيرة تحطمت أحلامه الاستعمارية أمام صخرة المقاومة التي قادها الحاكم لابو لابو، الذي لم يعرف الخضوع، فقد انطلق ماجلان عام 1519 حاملًا راية الغزو، وبعد رحلة شاقة وصل إلى جزر المحيط الهادئ ورأى فيها فريسة سهلة لمخططاته.
في سيبو أخضع الحاكم المحلي راجا هومابون بسهولة لافتة، مقدمًا الجزية مقابل السلام، فظن ماجلان أن باقي الجزر ستسقط بنفس السرعة، ووجه أنظاره إلى ماكتان متوهمًا أن قوته تكفي لتركيع شعبها.
إلا أن لابو لابو الحاكم المسلم كان مختلفًا، فلم يكن مجرد زعيم بل رمزًا للكرامة التي لا تباع، رفض دفع الجزية وأعلن تحديه للغازي الأجنبي، وجمع أكثر من ألف وخمسمئة مقاتل مستعدين للدفاع عن أرضهم وكرامتهم.
وفي فجر السابع والعشرين من أبريل 1521 تقدم ماجلان بجيش لا يتجاوز مئتي رجل، واثقًا من تفوقه العسكري، لكنه واجه مقاومة هائلة على شاطئ ماكتان حيث تحرك المحاربون المحليون كالبرق يضربون برماحهم وسهامهم بدقة قاتلة، واستهدفوا ماجلان نفسه حتى أصابه سهم مسموم أسقطه في المياه الضحلة منهياً أحلامه التوسعية؟
تحولت معركة ماكتان إلى ملحمة خالدة في الذاكرة الفلبينية، وأصبح لابو لابو رمزًا للصمود وبطلًا واجه الغزاة رغم قلة الإمكانيات، أما ماجلان فقد أكمل أسطوله الرحلة بقيادة خوان سيباستيان إلكانو، لكن اسمه ظل مرتبطًا بالنهاية التي لقيها على أرض لم تقبل أن تنحني له، فيما بقي لابو لابو حاضرًا كصوت للحرية والإرادة الشعبية التي لا تنكسر.



