ابن النفيس عبقري الطب الذي سبق عصره بقرون

في قرية قرش القريبة من دمشق، ولد علاء الدين القرشي المعروف بابن النفيس عام 1210 ميلادية منذ طفولته أحب العلم، فكان يحرص على حفظ القرآن وتعلم الكتابة وقواعد النحو، وعندما بلغ الثانية والعشرين من عمره أصيب بمرض جعله يتجه إلى دراسة الطب ويغوص في أسراره.
من هو ابن النفيس
في دمشق بدأ رحلته العلمية داخل البيمارستان النوري حيث تلقى علومه على يد نخبة من الأطباء البارزين مثل المهذب الدخوار، وبمرور السنوات، وتحديدا عام 1236 ميلادية، انتقل إلى القاهرة ليلتحق بالبيمارستان الناصري، وهناك برزت مكانته حتى تولى رئاسته، وبعد ذلك واصل مسيرته الطبية في بيمارستان قلاوون، حيث تحولت مجالسه إلى ملتقى يجمع كبار العلماء لمناقشة قضايا الطب والفقه.
خلال مسيرته العلمية سجل ابن النفيس أعظم إنجازاته باكتشاف الدورة الدموية الصغرى في كتابه شرح تشريح القانون، وهو الاكتشاف الذي غاب عن الأذهان لقرون طويلة حتى نسب لاحقا إلى وليام هارفي، كما صحح مفاهيم خاطئة عن وظائف القلب، ونبه إلى أضرار الإفراط في تناول الملح، وكتب عن الرؤية والأدوية، إضافة إلى إسهاماته كفيلسوف ولغوي بارع.
ترك ابن النفيس العديد من المؤلفات القيمة، من أبرزها موسوعته الطبية الكبرى الشامل في الصناعة الطبية، التي خطط لها في ثلاثمئة مجلد لكنه تمكن من إتمام ثمانين منها فقط، وعُرف أيضا بكرمه الكبير حين تبرع بممتلكاته لصالح البيمارستان المنصوري.
وفي سنواته الأخيرة، ومع بلوغه الثمانين من عمره، أصيب بمرض شديد، ورغم معاناة المرض رفض تناول الخمر كعلاج مؤكدا أنه لا يريد أن يلقى الله وفي جوفه خمر، وفي يوم الجمعة السابع عشر من ديسمبر عام 1288 ميلادية، أسلم ابن النفيس روحه بعد أن ترك إرثا عظيما في الطب والفكر سيبقى خالدا عبر العصور.



