تاريخ أم القيوين: كنز التراث الإماراتي وشاهد الحضارات القديمة

يأخذنا عبق التاريخ في رحلة مشوقة إلى عمق الزمن. نستشعر خلالها أصالة الماضي وعراقته ونستكشف ما حملته الحقب القديمة من ذكريات وأحداث أسست لمستقبل زاخر بالإنجازات. كما التطور العمراني والثقافي الذي نشهده اليوم في حياتنا مستمد من إرث الماضي الغني، الذي يروي حكايات أجدادنا وجهودهم في بناء أرض طيبة ومستدامة. ومن بين هذه الحكايات المميزة، يبرز تاريخ إمارة أم القيوين الذي يعود إلى أكثر من سبعة آلاف عام، وهو مليء بالمواقع الأثرية التي تعكس ارتباط الإمارة بحضارات عريقة مثل حضارة ما بين النهرين وحضارة أم النار.
تشتهر إمارة أم القيوين بتراثها الأثري الغني الذي يتمثل في الحصون والقلاع والقصور المنتشرة على أرضها. والتي تحمل في طياتها صوراً نابضة تعكس الثقافة المحلية وتراث المنطقة. كما تزخر الإمارة بالمساكن التقليدية ذات الطابع المعماري الخليجي. المعروف بمتانته وجمال زخرفته. هذا الإرث الثقافي الضخم دفع دائرة المتاحف والتراث في الإمارة لوضع خطط دقيقة لترميم وصيانة المباني التاريخية للحفاظ عليها كشاهد حي ومرجع للأجيال القادمة.
أبرز المعالم الأثرية في أم القيوين
برج بخوت: يعد هذا البرج من أبرز المعالم الأثرية في الإمارة، ويقع على ساحل الخليج العربي. يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر الميلادي، وقد شُيّد باستخدام مواد محلية مثل الجص والصاروج وحجر الصندل للسقوف. يتميز البرج بتصميمه الأسطواني المتين، حيث يبلغ سمك جدرانه عند القاعدة السفلى متراً كاملاً، بينما يتناقص السمك إلى 40 سم في الأعلى. كان البرج يستخدم كمنارة للسفن وموقع للحراسة، مما جعله عنصراً مهماً في حياة الإمارة البحرية والتجارية.
حصن فلج المعلا: يقع هذا الحصن في واحة فلج المعلا، التي كانت وجهة مفضلة للسكان في فصل الصيف بفضل زراعتها الغنية بالنخيل والليمون والخضراوات. يتخذ الحصن شكلاً مربعاً، ويضم برجين يقعان في الزاويتين الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية. يشتمل الحصن على مجلس كبير للحاكم، إلى جانب ردهات تطل على فناء داخلي. كما يلحق به مسجد فلج المعلا الذي يحمل طابعاً معمارياً مميزاً، حيث استخدمت في بنائه حجارة الوادي والجص كمادة رابطة، إلى جانب خشب الجندل والدعون للتسقيف وخشب التيك في الأبواب.
مزيج الحضارات والتاريخ
تشكل المواقع الأثرية في أم القيوين رابطاً قوياً بين الماضي والحاضر، حيث تعكس حضارات عريقة وتروي حكايات الأجداد الذين شيدوا هذه المعالم بحرفية وإبداع. من خلال جهود الترميم والصيانة، تبقى هذه المواقع شاهدة على تاريخ الإمارة العريق، ومصدر إلهام للأجيال القادمة لمواصلة مسيرة البناء والتطور.