
كتبت – شيماء طه – تعد مدينة أخميم بمحافظة سوهاج واحدة من أقدم المدن المصرية وأكثرها ثراءً بالآثار والتاريخ. عرفت في العصور القديمة باسم “خنتي-مين”، وكانت مركزًا دينيًا وثقافيًا مهمًا، حيث كانت مخصصة لعبادة الإله مين، إله الخصوبة والنماء في الحضارة المصرية القديمة. اليوم، تحتضن أخميم العديد من الكنوز الأثرية التي تروي قصة الحضارة المصرية عبر العصور.
المعالم الأثرية في أخميم
1. تمثال “ستو ميريت آمون”
يعد تمثال “ستو ميريت آمون”، ابنة الملك رمسيس الثاني، من أبرز معالم أخميم. يصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 11 مترًا، وهو منحوت بدقة تعكس براعة الفنان المصري القديم. يُعد التمثال أحد أكبر التماثيل النسائية المكتشفة في مصر، ويجسد مكانة المرأة المصرية ودورها البارز في المجتمع القديم.
2. معابد الإله “مين”
كانت أخميم موطنًا لعدة معابد مخصصة للإله مين، الذي كان يُعبد كإله للخصوبة والنماء.
ورغم أن الكثير من هذه المعابد تعرض للتدمير بمرور الزمن، إلا أن بقاياها لا تزال شاهدة على عظمة المعمار المصري القديم ، النقوش والرموز على جدران المعابد تعكس عمق المعتقدات الدينية لدى المصريين القدماء.
3. المقابر الأثرية
تضم أخميم العديد من المقابر التي تعود إلى عصور مختلفة، بدءًا من الدولة القديمة وحتى العصر المتأخر.
تحتوي هذه المقابر على نقوش وزخارف تُظهر مشاهد الحياة اليومية والطقوس الجنائزية، مما يُقدم لمحة شاملة عن حياة المصريين القدماء.
4. الأديرة المسيحية
إلى جانب آثارها الفرعونية، تحتوي على العديد من الأديرة والكنائس القبطية التي تعود إلى العصور المسيحية المبكرة.
ومن أبرزها دير الملاك ميخائيل وكنيسة العذراء مريم، اللذان يعكسان دور أخميم كمركز ديني مهم عبر العصور.
الدور التاريخي والحضاري
كانت أخميم مركزًا اقتصاديًا وتجاريًا بارزًا خلال العصور الفرعونية، حيث اشتهرت بصناعة المنسوجات الفاخرة والكتان كما لعبت دورًا دينيًا رئيسيًا بفضل معابدها واحتفالاتها المخصصة للإله مين.
بينما في العصور القبطية، أصبحت مركزًا مسيحيًا هامًا، واحتضنت العديد من الأديرة والرهبان الذين ساهموا في نشر الفكر المسيحي.
الأهمية السياحية
كما تمثل وجهة سياحية مهمة لعشاق التاريخ والآثار. يزور المدينة العديد من السائحين للاطلاع على كنوزها الأثرية واكتشاف معالمها التاريخية الفريدة.
كما تعد المدينة جزءًا مهمًا من جهود الدولة المصرية لتنشيط السياحة الثقافية بمحافظة سوهاج.
جهود الدولة للحفاظ على آثار أخميم</span>
بينما تعمل وزارة السياحة والآثار المصرية على ترميم المواقع الأثرية في أخميم، إلى جانب الترويج لها كوجهة سياحية مميزة.
<p><p>مدينة أخميم ليست مجرد مدينة مصرية عادية إنها متحف مفتوح يجمع بين الحضارة الفرعونية والقبطية. آثارها الفريدة تروي قصصًا عن الإبداع المصري القديم وعظمة الأديان والحضارات التي مرت بها. زيارة المدينة هي رحلة عبر الزمن تعيد إلى الأذهان عظمة الحضارة المصرية، وتجعلها مصدر فخر لكل مصري.