المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية واحدة من أعظم الكنوز الأثرية
يعد مشروع تطوير وترميم المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية، أحد المشاريع الضخمة التي تندرج ضمن جهود الدولة لتطوير قطاع السياحة والآثار. هذا المتحف، المتخصص في الآثار اليونانية والرومانية في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، يشهد تحولًا كبيرًا يعكس الاهتمام الحكومي البالغ بالمشاريع القومية، بما في ذلك تطوير المتاحف والمواقع الأثرية. كما يعتبر المتحف اليوناني الروماني واحدًا من أبرز المتاحف المتخصصة في هذا المجال، حيث يضم ما يقرب من 6000 قطعة أثرية، من بينها قطع نادرة تعرض لأول مرة أمام الزوار بعد أن ظل المتحف مغلقًا لأكثر من عشر سنوات لإجراء أعمال الترميم.
تاريخ المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية
كما شهد المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية تجديدًا شاملًا، سواء في طريقة عرض القطع الأثرية أو في ما يُعرف بـ”سيناريو العرض المتحفي”، مما يتيح للزوار مشاهدة قطع أثرية جديدة بشكل مستمر. هذا التحديث لا يساعد فقط في جذب الزوار، بل يعزز أيضًا من عملية ترميم القطع الأثرية المخزنة داخل المتحف قبل عرضها للجمهور. المتحف هو واحد من 20 متحفًا تم تطويرها في مصر خلال السنوات الأخيرة، وهو المتحف الوحيد المتخصص في الحضارة اليونانية والرومانية. بالإضافة إلى ذلك، سيعرض المتحف لأول مرة قطعًا أثرية نادرة من الآثار الغارقة ضمن القاعات المخصصة لذلك، والبالغ عددها 30 قاعة.
تمت أعمال ترميم وتطوير شاملة للمتحف، حيث تم تحديث المبنى بالكامل، بما في ذلك الواجهات الداخلية والخارجية. كما تم تطوير المدخل الرئيسي للمتحف وتجهيز الساحة المواجهة له، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال التشطيبات وتحسين الخدمات. كما جرت أعمال تطوير في المناطق المحيطة بالمتحف، بما في ذلك تجميل الشوارع وتنسيق المساحات العامة، مما يسهم في توفير بيئة مناسبة لاستقبال الزوار بشكل متميز. وتمت أيضًا أعمال ترميم للمباني المجاورة للمتحف، إلى جانب تنفيذ إضاءة متطورة للمباني المطلة عليه، على غرار إضاءة ميدان التحرير في القاهرة.
منذ افتتاحه، شهد المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية إقبالاً كبيرًا من الزوار، بما في ذلك الأفواج السياحية من مختلف أنحاء مصر، وطلاب المدارس والجامعات، وأفراد المجتمع من كافة الأعمار. المتحف، الذي يعد من أكبر متاحف الإسكندرية حاليًا، أصبح أحد أبرز الوجهات السياحية في المدينة. بعد سنوات من التوقف عن أعمال الترميم منذ عام 2005، استؤنفت الأعمال في 2018 ليتم الافتتاح الرسمي في أكتوبر 2023، معلنًا بذلك عن عودة هذا المعلم التاريخي إلى الحياة.