تاريخ ومزارات

أساليب التحنيط عند المصريين القدماء.. فن حفظ الجسد وأسرار البعث

أميرة جادو

ارتبطت فكرة استمرار الحياة في العالم الآخر عند المصريين القدماء ارتباطًا وثيقًا بحفظ الجسد، حيث كان يعتقد أن الجسد يمثل دعمًا لروح المتوفى في رحلتها الأبدية. ومن هذا المنطلق، تنوعت أساليب التحنيط عبر العصور، بدءًا من الحفظ الطبيعي للجسد إلى تقنيات التحنيط الصناعي المتقدمة، حيث تبخر أشعة الشمس الشديدة ماء الجسد تبخيرا بطيئًا ما يسهم فى حفظه بصورة طبيعية.

التحنيط الصناعي

يعتبر “التحنيط الصناعي” ثاني الأساليب التي استخدمها المصريون القدماء لحفظ الجسد. حيث يظهر ما عثر عليه في مقبرة الملك “جر” في أبيدوس ملامح هذه التقنية. ومع مرور الزمن، تطورت تقنيات التحنيط لتتناسب مع الطبقات الاجتماعية المختلفة.

  • الطبقة الفقيرة: كانت التقنيات بسيطة ومتواضعة، حيث لم تستخرج الأعضاء الداخلية من الجسد، بل اكتفي باستخدام الماء وملح النطرون للحفاظ عليه.
  • الطبقة العليا: تم اتباع أساليب معقدة ودقيقة لحفظ الجثث. إذ تضمنت استخراج الأعضاء الداخلية (مع إبقاء القلب داخل الجسد باعتباره مركز الإحساس والحياة)، وغسل الجسد بمزيج من الزيوت والمواد المطهرة. كما يتم تجفيفه باستخدام ملح النطرون، سواء في التجاويف الداخلية أو على الجلد الخارجي. كان هذا الأسلوب شائعًا خلال العصر الذهبي للتحنيط، وهو عصر الدولة الحديثة.

تقدير الحيوانات

كما لم يقتصر التحنيط على البشر فقط، بل شمل الحيوانات أيضًا. استخدمت تقنيات مشابهة للمومياوات البشرية. مع تعديلات تتناسب مع طبيعة كل حيوان. وكانت هذه المومياوات تصنع تكريمًا للحيوانات المقدسة أو لترافق أصحابها في رحلتهم إلى العالم الآخر.

التحنيط وفكرة الخلود

وفقًا لما ذكره صابر جبرة في كتابه “التحنيط”، فأن هذا الفن كان رمزًا بارزًا في الحضارة المصرية القديمة، كما ارتبط بفكرة البعث والإحياء بعد الموت. حيث آمن المصريون أن الموت مجرد مرحلة انتقالية من الحياة الدنيا إلى الحياة الأبدية. ولذا، أولوا به اهتمامًا بالغًا للحفاظ على أجسام أمواتهم وحيواناتهم وصيانتها من التحلل والضياع والإبقاء على مظهرها وكأنها حية.

المقابر منازل الأبدية

والجدير بالذكر أن المقابر كانت تعد “منازل الأبدية”، حيث تم تزيينها برسومات للأطعمة والمشروبات التي أحبها المتوفى في حياته، لتكون دليلًا على حياتهم الرغيدة في العالم الآخر. كما انتشرت هذه العقيدة بين المصريين القدماء. وظلت راسخة في القصص والأساطير الدينية التي توارثتها الأجيال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى